يعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، د.خالد الحاج، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الإيرانيين أذكياء جدًا في إيصال رسائلهم، ويختارون بعناية الشخصيات التي يتم إرسالها، ففي حين أن معظم الدول ترسل وزير الخارجية في مثل هذه الزيارات، اختارت إيران إرسال علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، بدلًا من وزير الخارجية الإيراني”.
ويشير إلى أن “لاريجاني، الذي شغل مناصب رفيعة في البرلمان الإيراني وكان له دور مهم في المفاوضات النووية، يحظى بثقة كبيرة من المرشد الإيراني، وبالتالي، فإن هذه الزيارة، بما يمثله من شخصية سياسية عالية المستوى، تحمل رسائل سياسية مهمة من طهران وليست مجرد محادثات دبلوماسية”.
والنقطة الأهم التي يجب التوقف عندها برأي الحاج، فهي توقيت هذه الزيارة، إذْ جاءت في ظل الحديث عن وقف إطلاق النار، ما يشير إلى وجود محادثات جارية حول هذه المسألة، بالإضافة إلى ذلك، هناك نقاط أخرى قد تبدو بعيدة المدى، وهنا يؤكّد أن هذه الزيارة تحمل رسالة إيرانية واضحة إلى الداخل اللبناني، تتعلق أولًا بدعم الحزب، وثانيًا بإبلاغ اللبنانيين أن الإيرانيين ليس لديهم مانع من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، كما تم التطرق إلى ذلك في الإعلام”.
أما فيما يتعلق بسؤال حول ما إذا كانت زيارة لاريجاني حملت “كلمة سر” إيرانية، يرجّح الحاج أن “يكون هناك بالفعل “كلمة سر” في هذه الزيارة، كما هو معروف، كان الإيرانيون يتحدثون عن الرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، لكن هذا الرد تم تأجيله إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، وانتظار ما ستكون عليه سياسته في ولايته الجديدة، وبالتالي، وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض يحتّم على جميع الأطراف وخاصة في المنطقة الإسراع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، خصوصًا في المنطقة”.
ويذكّر الحاج في هذا السياق، بأن “ترامب كان الرئيس الأميركي الأكثر تشددًا في فرض العقوبات على إيران، وهو الوحيد الذي تجرأ على اغتيال شخصية إيرانية بارزة مثل قاسم سليماني، لذلك، يدرك الإيرانيون جيدًا ما يعنيه وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وبالتالي، فإنهم ليس لديهم مانع من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن من الواضح أيضًا أن هذا الأمر لن يكون على حساب الحزب “.