يترقب لبنان بحذر شديد نتائج المساعي التي قام بها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في اسرائيل بهدف التوصل الى وقف لاطلاق النار، رغم ان المؤشرات الظاهرة وأبرزها مغادرة هوكشتاين تل ابيب من دون الاعلان عن نتائج مهمته ، واستمرار حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، يوحيان بأن لا جديد يعلن عنه او لا تقدّم فعليا بعد.
وفيما كان الجانب اللبناني المفاوض ومعه مجمل الأوساط اللبنانية في حالة ترقب لما سيكون عليه الرد الإسرائيلي، ارتفعت أعداد الضحايا والجرحى في الغارات المتعاقبة على البقاع الشمالي خصوصاً، بما عكس انطباعات واضحة حيال عدم تلقي إسرائيل بإيجابية المسودة التي نقلها إليها هوكشتاين بعد زيارته لبيروت.
وفي مقابل التسريبات الاعلامية الاسرائيلية المتناقضة عن نتائج محادثات نتنياهو واقتراح الحل، اوضحت مصادر سياسية أن “ما ينقله الإعلام العبري هو نقاط من مسوّدة سابقة قبل التعديلات التي وضعها لبنان والتي رفض فيها مهلة الـ 60 يوماً وأي قرار يُعطي لإسرائيل حرية الحركة، مشيرة “إلى أن الملاحظات اللبنانية كانت متشدّدة جداً لعدم المس بسيادة لبنان وتؤكد على وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى”
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر “اننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل الى حل دبلوماسي الآن، وسنواصل حتى اليوم الأخير من عمر هذه الادارة الوضع للتوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان”.
وفي بيروت، كشف مصدر سياسي بارز “انّه خلافا لما يُقال، فان لا نقاط عالقة بقيت بين هوكشتاين والجانب اللبناني في مسودة المقترح الاميركي لوقف إطلاق النار. المبعوث الاميركي غادر على أساس انّه سيعود الينا بعد مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل وبالتحديد النقاط التي يمكن إمرارها في الشكل الذي تمّ الاتفاق عليه معنا، أم انّ لديهم مطالب أخرى. في النهاية نحن طرفان والاميركي يلعب دور الوسيط”.
وكشف “ان إسرائيل تريد أن يكون لها هامش التدخّل العسكري في لبنان واستخدام القوة لإحباط أي محاولة من جانب “الحزب” لإعادة بناء قواه القتالية. وهذا البند الذي عمل الإسرائيليون على إدراجه في ملحق لمسودة الاتفاق كان يحظى بموافقة واشنطن وتل أبيب فقط. لكن المفاوض اللبناني عمل على إبدال هذا البند بآخر أكثر توازناً وحفاظاً على السيادة، وهو ينص على أنّ للطرفين حقهما في الدفاع عن النفس، إذا تبين لأي منهما أنّ الطرف الآخر يقوم بخرق الاتفاق والقرار 1701 ، ولكن بعد إبلاغ هيئة المراقبة ومنحها الأولوية في المعالجة”.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل”، مشددا على “ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من ارواح ضباطه وعناصره زودا عن ارض الوطن وسيادته واستقلاله، معززا بثقة اللبنانيين بأنه الامل والمرتجى”.
وكان ميقاتي توجه لمناسبة الذكرى الواحدة والثمانين للاستقلال الى وزارة الدفاع الوطني صباح امس، حيث وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش، وكان في استقبال ميقاتي وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون وكبار الضباط.
وفور وصوله ادت ثلة من الجيش التحية الى ميقاتي، وعزفت الموسيقى لحن الموتى، ثم وضع ميقاتي اكليلا باسم “الجمهورية اللبنانية” على نصب شهداء الجيش.
المصدر: لبنان24