إيجابيات تناقضها ذرائع تفشيل الاتفاق الأميركي!

إيجابيات تناقضها ذرائع تفشيل الاتفاق الأميركي!


المناخات الإيجابية التي تبث في بيروت وتل أبيب وفي بعض الأوساط الأميركية، تناقضها الوقائع وما هو متوافر من معطيات تعكس استمرار تعثّر الحل الموعود.

ولفت أمس الاختراق البري الواسع الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي في العمق اللبناني، بوصوله إلى مشارف نهر الليطاني من جهة ديرميماس في محاولة لفصل النبطية عن مرجعيون، والتمهيد لهجوم على الطيبة من الجهتين الغربية والشمالية، وتحييد تلة الطيبة التي تشرف شرقاً على سهل الخيام الذي يستعد الجيش الإسرائيلي لتمديد عمليته البرية إليه، في محاولة للسيطرة على المدينة، في موازاة مواصلة القصف العنيف للضاحية ومناطق جنوبية واسعة.

 

الراجح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يفضّل استمرار الحرب الجراحية التي يخوضها ضد حزب الله وبيئته الحاضنة. وهو يعتقد أنها تحقق الهدف المرجو منها، أي قضم متدرج لقدرات حزب الله، عديدا وعتادا، بالتوازي مع الترويع عبر تدمير ممنهج لأهداف مدنية. وهو لهذا الغرض يماطل في مقاربة المسودة الأميركية لوقف إطلاق النار ويصنع العراقيل والذرائع من أجل استمرار الحرب. وآخر تلك الذرائع اعتراضه على عضوية فرنسا في لجنة مراقبة تنفيذ القرار ١٧٠١، علما أن العضوية مثبّتة في الورقة الأساسية التي وضعها المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين بالاشتراك والاتفاق مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر. كما زادت تل أبيب موقعا عسكريا لحزب الله خارج الليطاني على لائحة المصادرة والاستهداف، وهذا يُعد من خارج مندرجات القرار ١٧٠١.

وكان هوكستين قد أنهى زيارته أمس لتل أبيب. وذكرت معلومات عين التينة أنه أعاد التواصل معها فور وصوله إلى واشنطن ناقلا اجواء إيجابية. ولفتت إلى أن الاتفاق قطع أشواطا والأمور تقدمت لكنها تبقى مرهونة بالخواتيم، مشيرة إلى أنه ينحصر في إطار تطبيق القرار ١٧٠١ ولا خروج عن الأطر القانونية.

وكان سُجّل اتصال بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون استعرضا فيه الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان “يسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة بأمان إلى منازلهم”.