هل هامش الحركة لإسرائيل يُحوّل لبنان إلى النموذج السوري؟
هل هامش الحركة لإسرائيل يُحوّل لبنان إلى النموذج السوري؟
تجمع معظم القوى السياسية، لا سيما تلك التي لها علاقات مع ديبلوماسيين أميركيين سابقين عملوا في لبنان، على أن الأميركي هو المايسترو ويمسك بزمام الأوضاع، بدليل أن ثمة مواكبة ومتابعة جدية من قبل الإدارة الحالية والرئيس المنتخب، الذي يواكب ويتابع كل ما جرى بالنسبة إلى مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ولهذا تم التوصل سريعاً إلى الاتفاق.
والسؤال: هل ترامب وعد إسرائيل بمراقبة الوضع اللبناني جواً وبراً وبحراً، وبمعنى آخر إعطاء الحرية والهامش الواسع لها للقيام بهذا العمل، خصوصاً أن المعلومات تشي بأنه قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه إلى جانبه في الدعوى عليه من المحكمة الجنائية الدولية، لكن يجب أن يلتزم بوقف إطلاق النار في لبنان.
في السياق، هناك من يشير إلى أن المراقبة الإسرائيلية أو الحرية التي أعطيت لها، بقرار أميركي، لمواكبة ومراقبة الوضع في لبنان، شبيهة إلى حدّ كبير بالوضع السوري، فثمة وجود أميركي في شمال سوريا، وروسيا هي التي تمسك بالوضع سياسياً وإدارياً ولها قواعد عسكرية هي الأبرز لها في المنطقة، وصولاً إلى المناطق الكردية والمعارضة وسواهم، بمعنى أنها تحولت إلى مقاطعات ومحميات لهذا المحور وذاك أو لهذه الدولة وتلك، لذا هل سيكون لبنان ممسوكاً من إسرائيل عبر المراقبة الجوية، وتكون هناك متابعة أميركية ودور لإيران وسيادة من قبل رئيس الجمهورية عندما يُنتخب على مساحة معينة، وبناءً على ذلك هل سيكون لبنان على هذا النسق والوضعية التي حصلت في سوريا من خلال القرار الذي سيمنح لإسرائيل لمتابعة ومواكبة الوضع على الساحة اللبنانية؟
النائب السابق فارس سعيد قال لـــ”النهار”: المراقبة الجوية والبرية والبحرية أو إعطاء هامش الحركة لإسرائيل، نعتبره انتهاكاً للسيادة اللبنانية بامتياز، ومن هذا المنطلق، كي لا نعطي ذريعة لإسرائيل بأن تقوم باستباحة لبنان وانتهاك سيادته، على “الحزب” أن يسلم سلاحه للجيش اللبناني، وإلا تحولنا إلى دويلات، وبمعنى آخر ثمة جيش إسرائيلي وأميركي وإيراني وهناك “الحزب”، والطليان يراقبون البحر، وهذا يراقب المرفأ، وذاك المطار، وعندها ندخل في معمعة ونتحول كما الحال في سوريا، مجموعة جيوش تبسط سيطرتها على البلد، وعندها ماذا يبقى لنا كلبنانيين من دولة ومؤسسات وسوى ذلك؟ هذا هو السؤال المطروح.
من هذا المنطلق يضيف سعيد: على “الحزب” أن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية والجيش، وإذا قامت إسرائيل بأيّ مراقبة جوية وانتهاك للسيادة فسنقف جميعاً بوجهها ونحاربها، أما أن يبقى السلاح، فذلك أمر مرفوض، وإلا كما قلت في بداية الحديث فسنتحول إلى دويلات ومجموعة جيوش تبسط سيطرتها على لبنان .
ويبقى أخيراً، الجميع ليس على بيّنة مما إن كانت هناك ملاحق سرية، لا سيما أن ثمة من أشار إلى أن هناك “قبّة باط” أميركية لإسرائيل بإعطائها هامش الحركة لمراقبة المعابر، وتحديداً إن كان هناك استمرار لإمداد “الحزب” بالسلاح، لذا ثمة حالة ترقب وانتظار لما سيُفصَّل لحيثيات ومندرجات الاتفاق، الذي على أساسه تم وقف إطلاق النار وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، بمعنى أن لبنان على كوع الترقب والانتظار خلال الأيام المقبلة.
المصدر: وجدي العريضي – النهار