اقتصاد

“هدنة” نقدية موقتة… سعر صرف الدولار إلى أين في لبنان؟

لقد ضاقَ الشعب اللّبناني ذرعًا من الإهمال وانعدام المسؤولية ومن سماع أعذارٍ وذرائع أقبح من الذنوب الّتي ارتفعت إلى مستوياتٍ غير مسبوقة.

يعيش المواطن اللّبناني حالة من التَّخبُّط جرّاء التلاعب الحاصل بسعر صرف الدولار وعدم استقراره، وهبوطه ومن ثم ارتفاعه في فترةٍ زمنيةٍ متقاربة، فتراجع سعر صرف الدولار من 94 إلى 91 ألفًا تقريبًا، وعلى منصة صيرفة من 86500 إلى 85500 ألفًا.

لكن يبقى السؤال ما العوامل الّتي تتحكّم بهذا الانخفاض؟ ما تأثير قدوم السُيّاح إلى لبنان وماذا ينتظرنا بعد مغادرتهم؟ وكيف سيكون مسار الدولار؟

انخفاض الدولار.. انتعاش بوجه الانهيار!

في حديثٍ خاص لموقع “السياسة”، شرح الخبير الاقتصادي أنيس أبو دياب أنّ “سبب هذا التراجع، تدخّل المصرف المركزي في التوقيت المناسب بضخّ الدولارات من 80 مليون دولار من دون أيّ سقوف، وصولاً إلى 180 و200 ألف دولار، وبالتالي، هذا الضخّ جاء لتلبية حاجات السوق، فتفاعل الطلب مع هذا الأمر. واستطاع المصرف المركزي قُبيل عيد الأضحى لجم سعر الصرف بحدودٍ معينة، في حين بدأت عملية قدوم السيّاح من الخارج لقضاء العيد، حيث شهد لبنان حركة غير مسبوقة في القطاع السياحي والأسواق التجارية، أيّ أنّ قانون السوق لعب دورًا مهمًا في تهدئة سعر صرف الدولار”.

سعر صرف الدولار في حال استقال نواب الحاكم

وإذ شدّد على أنّ “القرار الصادر عن نواب حاكم مصرف لبنان يثير الاستغراب، فلا معلومات عن ما إذا كان السوق سيتفاعل مع هذا البيان خلال الأيّام المقبلة، لأنّ ثمة نبرة تهديدية لاستقالة نواب الحاكم أيّ استقالة المجلس المركزي، في حال لم تُعيّن الحكومة حاكمًا جديدًا بعد انقضاء فترة الحاكمية الحالية في 31 تموز 2023″.

وأضاف: ” بحسب قانون النقد والتسليف سيستلم نائب الحاكم الأوّل الدكتور وسيم منصوري، وبالتالي، هناك شبه إجماع من السلطة السياسية القائمة الحالية على أن تتابع التعاميم والإجراءات نفسها بقيادة نائب الحاكم وستبقى منصة صيرفة، ويعني ذلك وجود استقرار في سعر صرف الدولار حتّى نهاية فصل الصيف”.

السيّاح لجذب الدولار!

مع شحّ الدولار في الداخل، تتجه الأنظار اللّبنانية إلى السيّاح، من حيث التعويل على استقطاب الدولارات”الفريش”.

وفي هذا السياق، اعتبر أبو دياب أنّ “تأثير قدوم السيّاح إلى لبنان مهم للغاية لأنه سيُساهم في ضخّ الدولار، بقيمة تقدّر بحوالي 3.5 إلى 4 مليار دولار، مما يعني أنّ السوق سينتعش وسيساهم ذلك في زيادة عرض الدولار”.

مسار ومصير الدولار!

ولأنّ الأوضاع الاقتصادية في لبنان قابلة للتبدل في أيّ وقت أصبحت الأسئلة الصعبة حول مستقبل الاستقرار في البلد ضرورة لكنها ضروررية.

لذلك، تابع أبو دياب: “ربما نشهد انخفاضًا، لكن ليس كبيرًا، أيّ بين الـ 85 والـ 90 ألفًا، خلال فصل الصيف، إلّا إذا فوجئنا بأيّ تطورات دراماتيكية سياسية أو أمنية ستنعكس حتمًا سلبًا على الاقتصاد اللّبناني، ويعني ذلك أنّ هذا الانخفاض الّذي نشهده اليوم، من الممكن أن يتبدل بلحظة سياسية، لأنّ جزء من الاستقرار هو سياسي من خلال طلب ضخّ الدولار ومنع كلّ المضاربات”.

السياسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى