“لبنان سيزول إلى الأبد”… صحافي يتنبّأ: هذا ما سيحدث !
يشير الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي، إلى أن “وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لم تحمل رسالة تحذيرية إلى الحكومة اللبنانية وللذين إلتقتهم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فحسب، بل نقلت رسالة متعدّدة الجوانب من إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى أوروبا مجتمعةً”.
وقالت كولونا حرفيا: “جئت أحذّركم وأحمل لكن رسالة واضحة إذا قررتم فتح الحدود الجنوبية وإشعال الحرب مع إسرائيل ستدفعون أثماناً باهظة، ولن تجدون فرنسا إلى جانبكم على الإطلاق, وهذا ما سينسحب على كل من حمّلني الرسالة التي أنقلها إليكم، فحذاري وحذاري من هذه المغامرة الغير محسوبة, فالأمور تغيّرت والظروف تبدّلت، فنحن اليوم أمام مرحلة صعبة جداً، فإذا دخل لبنان هذه الحرب, سيزول إلى الأبد, وعليّ تبليغكم لا أكثر ولا أقل”.
وإذ ينفي العريضي، بأن “تكون كولونا قد دخلت بالاستحقاق الرئاسي أو أي ملف آخر, بل نقلت تبليغاً وتحذيراً شديدَي اللهجة وكانت حاسمة وحازمة فيما قالته وغادرت وهي تحذّر من مغبّة ما قد يحدث إذا فُتحت الجبهة في الجنوب”.
ويضيف، “عندما قيل لها أن هناك اعتبارات وخصوصية للبنان، فرّدت كولونا قائلة: “كفانا اعتبارات وخصوصيات، فنحن ندرك ما يجري في المنطقة ونعرف حقً المعرفة وضع لبنان لكن أقولها للمرة الأخيرة، إذا كانت هناك أي حرب تنتطلق من لبنان تجاه إسرائيل أو فُتحت الحدود لن تجيدونا إلى جانبكم على الإطلاق وهذا ما كررته أكثر من مرة, نحن نخوض حرباً ضد حماس، وبالتالي عليكم إدراك ما قلته لكم لا أكثر ولا أقل”.
وفي سياق متصّل، يقول العريضي، أن “موقف المملكة العربية السعودية وتحديداً ما يقوم به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووفق معلومات موثوقة فهو يعمل ويتواصل على مدار الليل والنهار لوقف الإبادة تجاه الفلسطينيين, وهو حاسم بعدم تهجيرهم إلى مصر على الإطلاق أو الأردن او أي دولة أخرى لأن ذلك سيمحي القضية الفلسطينية”.
وبناء على ذلك، قد يكون الأمير محمد بن سلمان برأي العريضي، “هو الحاكم العربي الأبرز الذي يقف ويواجه ما تقوم به إسرائيل, ويشدّد في الوقت عينه بأن موقف موقف المملكة واضح وهذا مدرج على جدول أعمال كل جلسة لمجلس الوزراء هو داعم للقضية الفلسطينية وحلّ الدولتين والعودة إلى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ودون ذلك ليس هناك من سلام عادل وشامل في المنطقة”.
ويلفت إلى أنه “لا غزو إسرائيلي برّي في الأيام القادمة, طالما رئيس أكبر دولة في العالم أي الرئيس الأميركي جو بايدن موجود في المنطقة، والأمر عينه سيكون للرئيس الألماني, أي هناك مساعٍ ديبلوماسية تسابق الحرب البرية، أو أقلّه الوصول إلى تسوية شاملة لكن التسوية لم تأتِ أكان على حلّ الدولتين, أو التسوية من لبنان إلى سوريا وفلسطين قبل أن تحقّق إسرائيل رغم الصعوبات وما تواجهه, إنجازاً تعتبره بمثابة مصالحة الرأي العام الإسرائيلي بعد الخسائر الفادحة التي مُنِيت بها”.
ويتوقّع العريضي في الختام، “أياماً صعبة ومفصلية أخطر من اجتياح العام 1982 وحرب تموز 2006, وكل يوم بيومه أي نعيش على القطعة”.
ويشبّه الوضع القائم في لبنان بما حصل في حقبة الثمانينات، عندما أُفرغ البلد من شركات الطيران العالمية وبعض السفارات الغربية وحتى العربية, وها نحن اليوم نشهد ذلك بالعين المجرّدة، فحذاري المزيد من الإنقسامات على الساحة الداخلية, وحدها الوحدة الوطنية تحمي البلد, ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود، ليست من اتّعظ في لبنان, رغم كل التجارب التي مرّت على البلد.