هل من جديد بعد لقاء ماكرون وميقاتي؟
لم تتضح بعد ما إذا كانت زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت التي غادرها أمس الأول قد حققت أي تقدم بشأن الاستحقاق الرئاسي، الذي أضاف إليه لودريان استحقاق قيادة الجيش، واذا كان استحقاق الرئاسة معطل بفعل مصالح الافرقاء المعنيين، فإن استحقاق قيادة الجيش يشمله التعطيل حتى اللحظة بفعل تعطيل القوى نفسها. كما أن لقاء الرئيس نجيب ميقاتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على هامش مؤتمر “كوب 28” في دبي، والذي تناول نتائج لقاءات لودريان في بيروت، لم يرشح عنه ما يؤكد أن ثمة تقدماً ملموسا يمكن أن يكون قد تحقق على المسارات التي يعمل عليها الموفد الفرنسي، إذ ورد في الخبر الموزع من المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال أن ميقاتي “بحث مع ماكرون الوضع في غزة وجنوب لبنان. وتطرق البحث إلى نتائج زيارة موفد الرئيس ماكرون إلى لبنان جان ايف لودريان والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين والقيادات”.
وبشأن مشاركة ميقاتي في مؤتمر “كوب28″، رأت مصادر حكومية في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “هذه المشاركة أرادها ميقاتي لكون هذا الملتقى يجمع معظم رؤساء دول العالم، وهو دأب في المرحلة الأخيرة على اللقاء مع أكبر عدد من رؤساء هذه الدول وبالأخص المعنية بالشرق الأوسط لتأكيد حضور لبنان على المستوى الدولي وشرح الواقع اللبناني والعدوان الاسرائيلي الذي يتعرض اليه. فهذه اللقاءات قد تساعد على المحافظة على لبنان وعدم انزلاقه إلى الحرب”.
وأشارت المصادر إلى أن “ميقاتي الذي التقى أيضا رؤساء حكومات بريطانيا وايرلندا وايطاليا وغيرهم سيستكمل لقاءاته اليوم الاحد”، مشيرة الى أن “الوضع في لبنان كان حاضراً في جميع هذه اللقاءات بالإضافة إلى التشاور بشأن وقف الحرب على لبنان لأن الأمور يبدو أنها ذاهبة الى التصعيد”.
عسكريا، تواصلت الإعتداءات الإسرائيلية جنوبا وقد طالت منازل في العديد من القرى، كما شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مختلف المناطق الحدودية. فيما استهدف حزب الله مواقع الإحتلال على طول الحدود، وقد دوت صافرات الإنذار في مستوطنات شمالية وصولا الى مدينة الناصرة وضواحيها وفي شمال حيفا.
أما في قطاع غزة فقد استمرت حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل مع تطور كان متوقعا منذ بداية العمليات البرية وهو التركيز بالغارات والقصف على وسط القطاع، مع الطلب من سكان خان يونس التوجه جنوبا. في وقت دمرت الطائرات الحربية أكثر من خمسين مبنى ومنزل في شرق المدينة خاصة في مدينة حمد السكنية ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وفيما حاولت حكومة نتنياهو تحميل حماس مسؤولية عدم تمديد الهدنة، أعلن نائب رئيس الحركة صالح العاروري أن أي تبادل جديد للأسرى لن يتم إلا بعد توقف الحرب نهائيا، مؤكدا أن حماس لن تقبل بأقل من إطلاق جميع الأسرى والمعتقلين من سجون الإحتلال.
وبعد كل هذه التطورات هل تنجح التدخلات الدولية في الضغط على إسرائيل ومعها الولايات المتحدة بوقف الحرب والشروع بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، أم سيكون الإقليم أمام خطر توسع الحرب؟ أما داخليا يتكرر السؤال هل يخرج البعض عن مواقفهم المتصلبة ليخرج لبنان من أزمته؟