من” لبنان أولا “إلى “حzب الله يحمي لبنان”..هكذا تحرّك جنبلاط
من حركته الداخلية المتضمنة لقاءات نوعية الى تغريدات “اكس” فزيارة موسكو قبل اسبوعين تستحوذ حركة المختارة الإهتمام المحلي للمتابعة والبناء على التوقعات.
ومع ان زيارة موسكو تأتي في السياق الطبيعي نظرا للعلاقة المستمرة بين الزعامة الجنبلاطية والقيادة الروسية ولا علاقة لها بالملف الرئاسي او تفاصيل لبنانية ضيقة إلا ان الزيارة في هذا التوقيت الإقليمي لها طابعها الخاص ودلالاتها لبحث المستجدات الدولية وحرب غزة في ظل التلاقي الجنبلاطي مع النظرة الروسية الداعية لتجنيب لبنان تداعيات الحرب .
الى جانب الزيارة الروسية صارت مواقف المختارة صادمة للمتابعين من إعلانه إنتخاب سليمان فرنجية الى مطالبته دوزنة اللجنة الخماسية بضم إيران إليها لتصبح سداسية الى تغريدة شعار لبنان أولا التي حذفها فعشاء السفارة الإيرانية مع السفير مجبتى أماني كل هذه المحطات شكلت مادة دسمة في الأخبار السياسية ودفعت نحو الاعتقاد ان هناك انعطافة جديدة او تموضع اشتراكي مختلف عن القوى السيادية من حلفاء الزعيم الاشتراكي خصوصا ان اي تغيير لن يكون مفاجئا فمسيرة النائب السابق وليد جنبلاط حافلة بالتحولات من مرحلة خروجه من فريق ١٤ آذار وانقلابه على تيار المستقبل وانتخاب نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة وصولا الى تناغمه الأخير مع فريق الثامن من آذار وانفتاحه على المقاومة ودعم القضية الفلسطينية.
ما يصدر من المختارة قد يكون قراءة جنبلاطية استباقية وذكية لمرحلة ما بعد حرب غزة او عملية التفاف وطني لتحصين الساحة اللبنانية تحتم التلاحم الوطني والتفاعل مع المكونات المعنية وفي مقدمهم حزب الله الذي كان لافتا مؤخرا ان جنبلاط الإبن إنتقل الى جبهة مساندة الأب بتأكيد أحقية حزب الله ومشروعية المقاومة فالنائب تيمور جنبلاط وفي موقف توقف عنده المتابعون الاول من أمس أكد في لقاء منظمة الشباب التقدمي ان حزب الله يحاول تهدئة الجبهة الجنوبية وتجنيب لبنان الحرب التي يسعى الأميركي والإسرائيلي الى توسعتها.
الموقف النوعي للنائب تيمور جنبلاط يتلاقى مع الحركة اللافتة لجنبلاط الأب والابن ، في حسابات المختارة ان الملف الرئاسي موضوع حاليا “على الرف” فيما عشاء السفارة الإيرانية معطوفا على عشاء كليمنصو مع سليمان فرنجية ساهم برفع منسوب التساؤلات عن امكانية تكويعة رئاسية لجنبلاط قد تقلب الامور رأسا على عقب في موضوع رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة.
من الواضح ان فريق المعارضة يتعاطى بحذر وترقب للخطوات الجنبلاطية على الرغم من توصيف رئيس القوات سمير جعجع لكلام جنبلاط عن انتخاب فرنجية بقوله” اذا متكلين على صديقنا جنبلاط حرير رح تلبسوا” او تأكيد مصادر في المعارضة ان مواقف جنبلاط مرحلية وعابرة ستنتهي مفاعيلها سريعا جازمة ان جنبلاط ليس في صدد الانتقال الى الموقع الآخر وإدارة ظهره للخط السيادي بدليل اعتذاره وحذف تغريدة “لبنان أولا”.
مواقف جنبلاط تركت انطباعات مختلفة، فعشاء السفارة له أهميته وابعاده الإقليمية وأبعد من السياسة المحلية اما التواصل مع المردة فطبيعي خصوصا ان سليمان فرنجية له حيثيته السياسية والمسيحية ولا يزال مرشحا للرئاسة بحظوظ مرتفعة.
حركة جنبلاط وانفتاحه على فريق الثامن من آذار لها رمزيتها لكنها لا تعني بالضرورة إنتقالا حتميا بعد او إلزام نواب اللقاء الديمقراطي بمرشح رئاسي فمواقف وليد جنبلاط في الملف الرئاسي تخصه وحده وليس حولها إجماع اشتراكي وهذا ما يعمل جنبلاط على جمع الاشتراكيين حوله وخلق حالة تفاعل وتناغم مع القضية الفلسطينية ومقاومة حزب الله .
بالطبع لم يتخل الحزب الإشتراكي عن ثوابته وله مقاربة مختلفة في شأن الإنتخابات الرئاسية قد تنشأ في حال حصلت تطورات أمنية تفرض تعديل الاتجاه تحت عنوان المصلحة الوطنية في مرحلة لاحقة.
ابتسام شديد-الديار