اخبار محلية

المنطقة أمام مفصلين تاريخيين… هذه ستكون نتائج الردّ على إسرائيل!

لا يخفى على أحد حجم التحديات التي تواجه المنطقة برمتها والتي تنعكس سلباً على مصالح لبنان والأمة العربية التي تنتظر الرد الايراني واللبناني على الاعتداءات الاسرائيلية، مما يعني أننا في لحظات حرجة ومفصلية بين اتجاهين أما الحرب الشاملة أو الضغط على اسرائيل لوقف العدوان وتجنّب الحرب الاقليمية.

وهو ما يؤكده الكاتب والباحث السياسي توفيق شومان، في حديث الى “ليبانون ديبايت”، والذي يعتبر أن “المنطقة اليوم أمام اتجاهين تاريخيين ومفصليين بكل ما للكلمة من معنى، المفصل الأول إما أن يكون هناك ضغط دولية على رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف العدوان على قطاع غزة وإما سنكون أمام معادلة الردّ والردّ المضاد وهو بحد ذاته يفتح الباب على حرب إقليمية واسعة”.

ومن هذا المنطلق، يعتبر أننا “نمر بلحظة ترقب وإنتظار بإتجاه هذين المفصلين، إما تهدئة دائمة في قطاع غزة تليها الجبهات الأخرى، إما نحن ذاهبون إلى معادلة الرد والرد المضاد وهذا بحد ذاته يفتح حرباً إقليمية، ومن دون شك برأي شومان فإن المقاومة اللبنانية هي التي يمكن أن ترد، ولكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بعد الرد ماذا يمكن أن يفعل الإسرائيليون؟ والأمر ذاته ينسحب على إيران”.

وينبّه إلى أنه “داخل إسرائيل هناك أصواتًا تدعو إلى ضربة إستباقية وهي متطرفة، ولكنه يشير أنه في الوقت نفسه يعلمون أنه في حال إستبقت إسرائيل بهذه الضربة أو هذا العدوان فهذا قد يؤدي أيضًا إلى نشوب حرب إقليمية”.

ويرجّح شومان أن “تكون الضربة من قبل المقاومة اللبنانية بإتجاه إسرائيل مدروسة ولها حدود، وبالتالي جيش الإحتلال الإسرائيلي سيدفع ثمناً باهظاً من خلالها نتيجة إعتدائه على الضاحية الجنوبية، أما ان كان ذلك سيؤدي حتما إلى حرب واسعة؟ فيرى أن هذه الحرب مرهونة بالرد الإسرائيلي على رد المقاومة”.

ويتساءل عن “كيفية هذا الرد هل هو باستهداف الضاحية من جديد وهو ما سيحتم برأيه رداً جديداً من المقاومة لنصبح أمام معادلة جديدة قوامها الرد والرد المضاد، ولكن في حال إستوعب الاسرائيلي رد المقاومة اللبنانية حينها تنتهي الأمور عند هذا الحد وتعود إلى قواعد الاشتباك السابقة”.

لكن ماذا عن الرد الإيرادني هل سيتسبب بحرب اقليمية؟ إذْ يوضح شومان أن “الرد الإيراني قد يجر إلى حرب مدن، إلا أنه يلفت أنه من دون شك الرد الإيراني وكيفية الرد وحجمه والمناطق التي يمكن أن تستهدف داخل فلسطين المحتله تبقى في إطار التكهنات، لا سيما أن الأهداف التي يمكن أن تُضرب يحددها القرار العسكري والقائد الميداني، وبالنتيجة فإن الحرب الاقليمية ستكون عندها متوقفة على الردّ الاسرائيلي”.

ويشرح شومان واقع المنطقة في المرحلة الراهنة، حيث هناك نوع من إعادة التموضع السياسي الإقتصادي من دون شك وحتى العسكري، ولكن بالوقت نفسه هناك “الإنزياح” الإستراتيجي نحو الشرق من قبل العديد من دول المنطقة وتحديداً دول الخليج، مذكراً بـ”المصالحة الإيرانية السعودية وبعد ذلك العلاقات السعودية مع الصين وروسيا وهو ما يمكن تسميته بـ”الإنزياح الاستراتيجي”، وهذا برأيه يقلق الاميركي والغرب بصورة عامة، والجانب المهم في مرحلة من مراحل المنطقة بعد المصالحة السعودية الايرانية أنها في طور سلمي جديد ومعاهدات ومصالحات بين دول الجوار، من هنا جاء الكلام من بنيامين نتنياهو عن تحالف إقليمي والذي تعمل الولايات المتحدة الأميركية على بلورته، وهذا يوتر العلاقة بين دول الاقليم، متأملاً أن لا نعود إلى سابق العهد أي الى العلاقات السعودية الايرانية المتوترة”.

وماذا عن المشاركة الأميركية في الحرب على لبنان إذا وقعت؟ يشير شومان إلى أن “الاميركيين يقولون الآن أنهم سوف يشاركون في الدفاع عن العدو الاسرائيلي، ولا يقولون أنهم سوف يهاجمون ولكن تطورات الحرب يمكن أن تغير من المسارات”.

أما فيما يتعلق بقدرة الداخل اللبناني على مواجهة الحرب في ظل الأصوات المتعالية ضد ما يحصل ومواجهة النازحين في بعض المناطق، لا يخفي شومان أننا “بحاجة إلى أصوات عاقلة ويظن أن المرحلة المفصلية التي نمر بها تتطلب أصواتاً عاقلة ووحدة الموقف الوطني والذي يمكن أن يؤسس إلى مدخل لحل كل المشاكل اللبنانية في حال كانت بعض القوى السياسية عقلانية ولم تتكلم بمواقف محدّدة”.

ويشيد بـ”موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يصفه بالممتاز والذي يؤسس لمرحلة تسالم وتصالح بين القوى السياسية، ومن هذا المطلق على الأطراف الاخرى على الأقل أن لا تتخذ مواقفاً تبدو مناوئة أو معادية فالحرب أولً و أخيراً ستنتهي بلحظة من اللحظات وعلى أمل أن لا يراكم اللبنانيون خلافاتهم”.

ويرى أن “التخفيف من حالة الإحتقان وخصوصًا المعارك الدائرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مطلوب تنفيسها اليوم ووضع حد لها، لأنه بعد نهاية الحرب قد تتسبب بحالة إحتقان كبيرة بين اللبنانيين، ولذلك فإن معالجتها الآن قد تؤدي إلى حالة من التصالح والتسامح الأهلي”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى