في ظل كل الظروف التي يعيشها المواطن اللبناني من الأزمة الاقتصادية إلى أزمة الفراغ الرئاسي التي يعيشها البلد وصولاً إلى الحرب الدائرة في الجنوب قد يصبح رفع الدعم عن الطحين حقيقة تزيد الطين بلة، وتزيد العبء على المواطن اللبناني أكثر فأكثر، ولكن كان لنقيب أصحاب الافران انطوان سيف رأي آخر اذ أكد أن لرفع الدعم عن الطحين ايجابيات أيضاً من حيث نوعية القمح وجودته.
فقد لفت نقيب اصحاب الافران انطوان سيف إلى أنه بين 10 و15 أيلول سيرتفع سعر ربطة الخبر 15 الف ليرة كحد أقصى على ان يصبح سعرها 70 الف ليرة.
وفي حديث لبرنامج نهاركم سعيد عبر الـ”lbci”، قال سيف: “مع رفع الدعم ستتحسن نوعية القمح الذي يستعمل في صناعة الخبز وستتمكن المطاحن من استيراد القمح ذي الجودة العالية وسوف تشتد المنافسة في ما بينها تبعا لنوعية القمح التي ستستخدم”.
وعن توزيع كمية الخبز المدعوم، أشار إلى أن نصف كمية الخبز المدعوم تذهب إلى اللاجئين السوريين والفلسطينيين بينما النصف الآخر يذهب إلى المواطن اللبناني.
وأكد أن رفع الدعم سيوفر 70 مليون دولار على خزينة الدولة”، مشيرا إلى أن نصف هذه الأموال تذهب إلى الأجنبي المتواجد في لبنان.
وعن توافر الخبز في حال حصول حرب شاملة، قال: “عندما يتوافر القمح تستطيع المطاحن أن تؤمن الخبز للمناطق كافة لا سيما في حال حصول حرب شاملة على لبنان”.
وعن عوامل إرتفاع سعر ربطة الخبز، لفت إلى أنه في حال ارتفعت اسعار النفط والقمح لن يؤثر على سعر ربطة الخبز”، مشيراً إلى أنّ سعرها مرتبط بسعر صرف الدولار في السوق السوداء فإذا ارتفع الدولار، سيرتفع تلقائيا سعر ربطة الخبز.
وبحسب ما سرد أحد أصحاب الأفران لـ”هنا لبنان” : “نحن كأفران لا يؤثر رفع الدعم عن الطحين في إنتاجيتنا وأرباحنا بل تبقى نفسها، كما أنها تؤثر إيجابياً على بعض الأفران في لبنان التي تعاني من نقص في الطحين المدعوم والكميات المحدودة”.
وأكد أنهم كقطاع أفران ليسوا مع رفع الدعم كلياً عن الطحين دون وجود حلول بديلة لأن له تأثير كبير ومخاطر على المواطنين”.
وأشار إلى أنه “في حال رفع الدعم عن الطحين سيرتفع سعر ربطة الخبز تقريباً بنسبة 27% ليبلغ 68 ألف ليرة في صالات الأفران، و78 ألفاً في نقاط البيع في المناطق القريبة من المدن، و85 ألفاً في المناطق البعيدة”.
صرخة عمال الأفران: كلّ شيء مدولر إلا رواتبنا
ومن جهته، طالب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز النقيب ناصر سرور منذ يومين، وزارة الاقتصاد، بـ”تنفيذ الاتفاق الذي حصل مع الوزارة بحضور نقيب العمال والمخابز العربية في بيروت وجبل لبنان شحادة المصري وامين سر نقابة العمال في لبنان الشمالي وممثل وزارة العمل، في اسرع وقت، لأن عمال الأفران يعانون من مشقة الحياة التي فرضت عليهم قهرا إضافياً على تضحياتهم التي يقدمونها خلال عملهم داخل الافران، حيث يعملون بظروف يصعب تحملها بسبب قسوة العمل والحرارة التي تصل لاكثر من خمسين درجة، وكل ذلك لتأمين رغيف لبناني بمواصفات لا يستطيع اي بلد ان يضاهيها”.
ولفت الى أن “كل شيء اصبح مدولرا وربطة الخبز ذاهبة الى الدولرة باستثناء العمال، خصوصاً عمال الافران، فرواتبهم لا تزال لا تكفيهم، فهل هذا معقول ام ان المطلوب تركهم للقدر حتى يغادروا البلد كما حصل إبان الانهيار الكبير للعملة الوطنية بداية الازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي افرغت الافران من العمال واصحاب الاختصاص وانتجت ازمة عمالة كبيرة في قطاع المخابز والافران اجبرته على الاستعانة بعمال دخلوا البلاد خلسة وما زلنا ننتظر تسوية لاوضاعهم حتى تحل المعضلة التي نعاني منها جميعا”.
