لبنان

دفاع مستميت في الجنوب… والحرب في بدايتها

حركة موفدين دوليين إلى المنطقة أعقبت التصعيد الكبير الذي انتهجه العدو بتدمير لبنان وارتكاب المجازر والرد الطبيعي للمقاومة بتفعيل موضوع الردع والهجوم في المرحلة الجديدة التي أعلنت عنها للحرب، ورغم إنشغالها بالتصدي لمحاولات التوغل ومنع العدو من البقاء في المناطق التي يحاول التقدم باتجاهها، عمدت إلى استهداف الداخل وبالتحديد منزل رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في إشارة واضحة أن قدراتها لا حدود لها.

فهل لحركة الموفدين اليوم علاقة بما يمكن وصفه بالموقف المأزوم لإسرائيل التي لم تستطع حسم الحرب في غزة لتحسمه في لبنان؟

يلفت الصحفي والكاتب السياسي علي حمادة، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، إلى أن “زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتين إلى لبنان هي زيارة من أجل البحث في كيفية وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله”، مشيراً إلى أنه “تزامن هذه الزيارة مع زيارة وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن لإسرائيل تهدف إلى محاولة التقليل من الأضرار على لبنان جراء الوضع القائم منذ 17 أيلول أي منذ حادثة “البيجر” وصولًا إلى إغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وبالتالي الحرب الواسعة الدائرة الآن”.

أما عن إحتمال أن نشهد وقفاً لإطلاق النار، يرجّح حمادة بأن “مسألة وقف إطلاق النار لا تزال بعيدة المنال، حيث سيمر أسابيع عدة وتحصل إنتخابات الأميركية، ومن بعد ذلك بإمكان التفكير في إعادة البحث في كيفية وقف إطلاق النار”.

وفي هذا الإطار، يرى أن “الطرفين الآن أي إسرائيل وحزب الله ومن خلفه إيران يبحثان عن تحسين وضعيتهما التفاوضية”، وبالتالي يعتبر حمادة أننا “الآن في مرحلة تجميع الأوراق على الأرض ومحاولة تجميع ما أمكن من أوراق قبل طرحها من أجل حل سياسي وتسوية لكل المأزق، وهذه التسوية لن تكون بطبيعة الحال تسوية ناجمة عن مجرد تنفيذ القرار 1701، حيث بدأت القناعة تتكون دولياً شيئاً فشيئاً من أن القرار 1701 والذي كان مطروحاً على الطاولة مدة حوالي 12 شهراً لم يعد كافياً في المرحلة الحالية والمقبلة”.

ويتطرّق إلى “الحركة الدبلوماسية الغربية”، معتبرًا أنها “لا تعني بالضرورة أن إسرائيل في مأزق فهي الشق المتعلق بالموضوع اللبناني لا تبدو في مأزق، ولكن فيما يتعلق بغزةهناك تصاعد في الضغوط عليها من أجل إيقاف الحرب بعد إغتيال السنوار، وذلك على قاعدة أن الحرب أصبحت لا لزوم لها، لكن في لبنان لا يبدو أن هناك مأزق إسرائيلي جراء إستمرار الحرب، لذا الحرب طويلة حتى الآن”.

ويختم حمادة: “صحيح أن هناك دفاعًا مستميتًا في الجنوب من قبل عناصر الحزب، إلّا أن هذا غير كاف وهو لا يعني بالضرورة أن إسرائيل فعلًا في مأزق بل تواجه صعوبات وعثرات ومقاومة شديدة، ووفق تقديري إن الحرب لا زالت في بدايتها”.

المصدر : ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى