ضربة الجناح أثرها سلبي… وإسرائيل تسعى وراء هدف محدد في الجنوب!
ضربة الجناح أثرها سلبي… وإسرائيل تسعى وراء هدف محدد في الجنوب!
لم تكد الطائرة التي تقل آموس هوكشتاين تقلع من مطار بيروت مغادرة لبنان حتى بدأ العدو الإسرائيلي بجولة جديدة من التصعيد مستهدفاً قلب العاصمة بيروت، وتحديداً محيط مستشفى الحريري الحكومي. حيث اعتبره المراقبون رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي رفض وفق هؤلاء العرض الأمريكي الأخير بتعديل القرار 1701 بما يصب في مصلحة إسرائيل.
ولكن التصعيد في الميزان العسكري يُقرأ بطريقة مغايرة، فالضربات التي سبقت الزيارة كما يؤكد العميد الركن الطيار المتقاعد بسام ياسين في حديث إلى “ليبانون ديبايت”، “تصاعدت قبل بدء زيارة هوكشتاين من خلال قصف كافة مراكز ‘القرض الحسن في كافة الأراضي اللبنانية، ليترافق التصعيد العسكري مع هذه الزيارة من أجل الضغط”.
وهنا يلفت إلى “أنه خلال الزيارة لم يحدث إطلاق نار، بل عند انتهائها حصل الهجوم الواسع خلال القصف الجوي العنيف على الضاحية في عدة أماكن، وكانت الضربة المفاجئة في منطقة الجناح حيث تم قصفها من دون أي تحذير مسبق، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، كما أن هذه المنطقة هي على مشارف مستشفى الحريري الحكومي”.
وفيما يتعلق بضربة الجناح، يستبعد ياسين أن “تكون بمثابة رسالة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا سيما أنه ليس هناك منطقة حصرية لـ أمل فقط أو للحزب فقط، فكل المناطق ذات الغالبية الشيعية هي مختلطة، حتى أيضاً يوجد فيها الطرف الثالث الذي ليس هو لا أمل ولا الحزب”، لذا يرى أن هذه “الضربة هي لخلق حالة من التهويل في منطقة لم يتم إخلاؤها”.
ويرى العميد ياسين “أن العدو يستكمل مسلسل التصعيد، والدليل قصفه اليوم لمنطقة الحوش في صور، فهذه المنطقة تُصنف بالمنطقة الراقية حيث يقطنها المقتدرون نظراً لما تضم من مطاعم ومؤسسات تجارية كبرى”، معتبراً أن “الهدف من تدمير الحوش هو الضغط على بيئة الحزب المقتدرة، إذ الضربة هذه المقصود منها الوصول إلى اللعب على وعي طبقة المتعلمين للوقوف بوجه الحزب في مرحلة من المراحل حيث يوجد ضمن هذه البيئة من قد يذهب باعتقاد الإسرائيلي إلى انتقاد الحزب بعد الأضرار التي يمكن أن تلحق به”.
أما بالنسبة لزيارة هوكشتاين، فيؤكد أنه “لا عودة لهوكشتاين إلا في حال تغير الموقف لصالح الورقة التي يحملها، وبالتالي ضربة الجناح أثرها سلبي حيث تجعل الطرف الآخر يتشدد أكثر على قاعدة ‘لا أحد يخضع بالقوة'”.
وفيما يتعلق بالمواجهة عند الحدود البرية، يشير العميد ياسين إلى أنه “هناك الكثير من الضغط على القطاع الأوسط والقطاع الشرقي، كما أن هناك تقدمات إسرائيلية لا يمكن لأحد أن ينكرها، فالمقاومة هناك عنيفة للغاية وبخاصة على محور رب الثلاثين والطيبة، لأنها من المنظور الاستراتيجي هي منطقة تشرف على وادي الحجير ووادي نهر الليطاني، لذا الوصول إلى الطيبة بالنسبة للعدو هو إنجاز لأنه يمسك وادي الحجير ووادي نهر الليطاني بالنار، ويؤكد أنه حتى الساعة لم يتمكن العدو من الدخول إلى رب الثلاثين”.
ويشرح ياسين طريقة المقاومة بالمواجهة عند الحدود ويقول: “إن المقاومة تتعامل مع كل منطقة بمنطقتها وفق ما أعدت من خطط، حيث هناك أماكن يحصل فيها التصدي بالمباشر، ومناطق أخرى في حال كان جهاز الدفاع ليس قوياً يسمحون له بالدخول كي يصل إلى منطقة هم مجهزينها لعمليات دفاع، فالعملية، ولأنها مقاومة ضد جيش نظامي، لا شيء ثابت في عملية التصدي، فكل منطقة لها خصوصيتها”.
المصدر: ليبانون ديبايت