ترقّب لبناني لالتزامات ترامب بوقف النار… وتهديد إسرائيلي بتوسيع الحرب
ترقّب لبناني لالتزامات ترامب بوقف النار… وتهديد إسرائيلي بتوسيع الحرب
يترقب العالم مسألتين بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية، الاولى كيف ستكون مرحلة الشهرين الاخيرين من عهد الرئيس جو بايدن حتى 20 كانون الثاني من العام المقبل، وكيف ستكون تحضيرات واداء وتوجهات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
حكوميا أقر مجلس الوزراء في جلسته امس البند المتعلق باعطاء وزارة الدفاع سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي لصالح الجيش اللبناني. كما أقرّ إعطاء سلفة لتموين 541 مركز إيواء لتأمين المازوت للتدفئة خصوصاً في المناطق فوق الـ300 متر.
ولفت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته خلال الجلسة الى “استمرار الحرب الاسرائيلية الشرسة مستهدفة كل لبنان ، بأهله وطواقمه الطبية والاسعافية ، ومراكز العبادة والمستشفيات وكل مظاهر الحياة كما الاعتداءات على الجيش واليونيفيل ، في خرق فاضح لكل النظم الاخلاقية والقوانين الدولية والقيم الانسانية، واللبنانيون شهداء وضحايا”.
أضاف: “نقوِّمُ ايجابا نتائج القمة الروحية في بكركي وما صدر عنها من توصيات وما تحمله من دلالات عن تضامن المرجعيات الدينية لحماية لبنان بخصوصياته وتنوعاته وانقاذه من الحرب الاسرائيلية التي يتعرض لها كل لبنان. وفي هذا السياق أيضا، ننوه بالمواقف المُعبَرَة التي صدرت عن المرجعيات ونقول انها يجب ان تُسمَعَ دولياً وان يُبنى عليها محلياً ولها عندنا كل تقدير . ونؤكد دعوتنا الدائمة لمبدأ الحوار بين كل المرجعيات السياسية للوصول إلى تلاق يؤسس لانتخاب رئيس للجمهورية”.
وقال رئيس مجلس النوتب نبيه بري: الكلمة الآن للميدان، وان آموس هوكشتاين يمكن ان يعود الى لبنان في حال لمس موقفاً اسرائيلياً ايجابياً، لاننا تفاهمنا، والموضوع اصبح في الملعب الاسرائيلي، وبامكانه العودة حتى الـ20 من ك2 موعد انتهاء ولاية بايدن لانجاز الاتفاق.
واشار الى انه عند التوصل لوقف اطلاق النار، سيعود اهل الجنوب والبقاع والضاحية الى منازلهم، ولو ناموا على الارض..
وكان الرئيس ميقاتي استقبل في السراي الكبير الرؤساء امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة.
وفي مؤتمر صحفي قال السنيورة: زرنا ميقاتي والسفير البابوي، وكانت مناسبة للبحث في كلّ ما آل إليه الوضع مع التشديد على ضرورة الوحدة بين اللبنانيين وتأكيد المساعدة لانتخاب رئيس يحظى بقبول عند الشعب».
أضاف: «في ظل استمرار الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل وتهجير اللبنانيين لا بدّ من تطبيق القرار «1701. وتابع: «لا أحد يتوقع أنّ العالم سيُسرع في التحرّك من أجل إخراج لبنان بل سيسارع الى دعم كلّ جهد لبنانيّ يؤدي الى اخراج لبنان من هذا المأزق الكبير».
وختم: «على الجميع ممارسة أكبر قدر ممكن من التبصّر وهناك مسؤولية على الجميع للقيام بما يلزم لإخراج لبنان من مأزقه .
وكتبت” النهار”: حتى لو كان من غير المنطقي ربط أي تطور حربي في لبنان منذ البارحة بانتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة الاميركية، فان ذلك لا يحجب دلالات التوظيف الاسرائيلي المفرط في العنف والتصعيد على الجبهة اللبنانية الذي لاقى به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتخاب حليفه المفضل. ولا تقف الدلالات على التوظيف السياسي والحربي والعسكري ولكنها تتجاوزه الى منحى دموي متدحرج اودى بعشرات الضحايا في اتون مجازر متعاقبة في اقل من 24 ساعة. حتى ان الموجات المخيفة من الغارات الاسرائيلية التي ضربت بعنف بالغ بعلبك والهرمل مساء امس عقب استئناف الغارات التي كانت متوقفة على الضاحية الجنوبية، بدت كأنها الرسالة الحاسمة بعدم وجوب التعويل على أي وقف نار او تسوية او حتى أي تحريك محتمل للوساطة الاميركية “السابقة” التي صار مصيرها مطروحاً بجدية بعدما هزم بقوة الحزب الديموقراطي في المعركة الرئاسية، وبدأ العد العكسي لنهاية مسؤولية الموفد الاميركي آموس هوكشتاين لدى انتقال الرئاسة الى الرئيس ترامب في العشرين من كانون الثاني المقبل. ولعل المخاوف من تمادي الحرب لم تقف على هذه الوقائع فقط، بل استندت ايضا الى كلام خطير اطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي السابق و”المقال” يوآف غالانت بعدما اقاله نتياهو اذ تخوف بنفسه من حرب لسنوات.
وكتبت” الجمهورية”؛ تبرز مقاربة تشاؤمية لأحد كبار المسؤولين عبّر فيها عن خشيته من أن نكون أمام فترة شديدة التعقيد والتصعيد. وقال: «لا أرى ما يوجب التفاؤل، وأتمنى ان أكون مخطئاً، ولكن لا شيء يحمسني لأتوقع انقلاباً في الوضع ينهي الحرب في المنطقة ولا في لبنان ولا في غيرهما. بل إنني من الأساس في ما يعنينا بلبنان، لا أتوقع التغيير
الذي ننشده، لسبب أنّ في الولايات المتحدة أمرين أحدهما متحرّك والثاني ثابت، المتحرّك هو هوية الرئيس الأميركي، حيث يكون تارة ديموقراطياً وتارة أخرى جمهورياً، فيما الثابت هو الدولة العميقة التي تحكم الولايات المتحدة وتحدّد سياساتها. ومن هنا فإنّ الدولة العميقة التي تدير الحرب على اوكرانيا والتوتير مع روسيا والصين وإيران، وترعى حرب نتنياهو على غزة ولبنان ستواصل ذلك، وربما بطريقة اكثر شراسة وشراكة مع نتنياهو في غزة ولبنان .»وعندما يُقال للمسؤول عينه بأنّ ترامب قال انّه يريد إنهاء الحروب، يسارع إلى القول: «ما اخشى منه هو أن يكون هذا الكلام لشراء الاصوات لا اكثر. ثم إنّ هذا الكلام هو كلام عام، فمن يستطيع أن يؤكّد أنّه لا يقصد بقوله عن إيقاف الحروب بأنّه يريد أن يوقف الحرب في لبنان او غزة او مع ايران بالطريقة التي يريدها هو، ايّ بالحسم من قبل اسرائيل ضدّ ايران وبالشكل الذي يحقق هدفها بإضعاف المقاومة وإنهاء وجودها في غزة ولبنان .»
وفيما اكّد المسؤول عينه أنّ فرص الحل الديبلوماسي على جبهة لبنان تحديداً، لا تبدو ممكنة خلال الفترة الفاصلة من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل، إّ لّا أنّ أحد السفراء العرب في لبنان قال ل «الجمهورية »، إنّ واشنطن، وبمعزل عن هوية الرئيس، ترغب في إنهاء الحرب في لبنان، وهذا الحلّ ما زال ممكناً، وربما يكون ملحّاً اكثر من أي وقت مضى تداركاً لتطور المواجهات إلى مستويات شديدة الخطورة على الجميع، وخصوصاً انّ الاستعدادات في الجبهة تنذر بذلك. ومن هنا فإنّ عامل الوقت هو أكثر الأسلحة خطورة ويضغط بشكل كبير على كل الاطراف، وثمة معطيات تفيد بأنّ ادارة الرئيس جو بايدن تنوي أن تقوم بجهد مضاعف في هذا الاتجاه
خلال الفترة المتبقية من ولايتها، وخصوصاً انّها ما زالت تتمتع بكامل صلاحياتها وفعاليتها وتمارسها حتى آخر لحظة .» وفي سياق متصل، يستبعد مسؤول رفيع فرضية بلوغ حل ديبلوماسي مع إدارة بايدن، وقال: «نظرياً إدارة بايدن تتمتع
بكامل صلاحيتها، ولكنها لا تملك قدرة تسويق حل، حتى ولو أعادت إيفاد آموسهوكشتاين من جديد إلى اسرائيل ولبنان. فهي عندما كانت بكامل فعاليتها لم تتمكن من ذلك، فكيف لها الآن أن تحقق ذلك في فترة انتقالية منقوصة الفعالية فيها وتعاني ذروة الضعف، واكثر من ذلك مثقلة بهزيمة انتخابية مهينة بخسارة نائبة بايدن كامالا هاريس وفوز دونالد ترامب. وفي رأي المسؤول عينه، فإنّ «الفترة الممتدة حتى بدء ولاية ترامب، ميّتة سياسياً، اّ لّا انّ المقلق
فيها انّها قد تكون حبلى باحتمالات وسيناريوهات شديدة الصعوبة والخطورة،حيث من غير المستبعد أن يعمد نتنياهو خلالها إلى توسيع الحرب والصراع في غزة ولبنان، في محاولة منه لفرض وقائع ومعادلات جديدة على جبهة لبنان، لم تمكنه المقاومة من تحقيقها. ما يعني أنّ الشهرين المقبلين السابقين ل 20 كانون الثاني، حاسمان ومصيريان في آن معاً .
المصدر: لبنان24