التكنولوجيا قهرت الظروف المناخية… العميد داوود يكشف مسار المعركة البرية!
التكنولوجيا قهرت الظروف المناخية... العميد داوود يكشف مسار المعركة البرية!
قد يشكل الطقس الماطر والعاصف فرصة أكبر للمقاومين الذين يعتمدون على غرق آليات العدو المتوغلة في السهول اللبنانية، لا سيما سهل الخيام، كما يمكن أن يكون سوء الرؤية سببًا في تعثر التقدم، لكن ماذا عن التكنولوجيا التي استطاعت التغلب على هذه الظروف؟ وكيف تتصدى لها المقاومة؟
وفي هذا الإطار، يلفت العميد المتقاعد فادي داوود، في حديث إلى “ليبانون ديبايت” إلى أن الطقس الجوي قد يؤثر في سير المعركة، فبشكل عام، الظروف الجوية السيئة تؤثر على سير المعارك بلا شك، في الطقس البارد والماطر، إذا لم يكن الجيش مجهزًا بتجهيزات تدفئة، فمن البديهي أن يتأثر، لأنه عنصر بشري،كما أن الأرض الموحلة تؤثر على حركة الآليات، والضباب يعيق الرؤية وقدرة المراقبة. ولكن في المقابل، التطور التكنولوجي يعوض هذه النواقص بنسبة كبيرة جدًا”.
أما بالنسبة لسير المعركة، فيقول: “الإسرائيلي يدخل اليوم إلى المكان الذي أراد الدخول إليه في الخيام، لديه فكرة مناورة ويعمل على تنفيذها اليوم، هو يقاتل في الخيام، ما يعني أنه يسعى لهذه المعركة”.
ويقدّم العميد داوود عرضًا لسير المعارك البرية، حيث يشير إلى أن “الإسرائيلي يعمل في الجنوب اللبناني وفق عقيدته القتالية عبر الهجوم على ثلاثة محاور رئيسية هي:
المحور الساحلي: يشمل الاتجاهات الغربية، الشرقية، والأوسط، وفقًا لعقيدته، يستثمر الإسرائيلي المحور الذي ينجح فيه ويعززه، وهو يقاتل بهذه الطريقة وفقًا لعقيدة “تنوفا” التي اعتمدها في 2020.
المحور الغربي: وصل الإسرائيلي إلى شمع، ومن ثم توجه إلى البياضة، هذا المحور يوفر مساحة تسمح له بزج قوات بحجم لواء دفعة واحدة، ما يجعله أوسع محور، ومن يسار هذا المحور محمي بواسطة البحر، لا سيما أن الحزب لم يظهر حتى الآن أي قدرات بحرية، رغم ذلك، تظل المدن المتوفرة نقاط ضعف كبيرة، واختراقه لهذه المناطق اليوم يهدد صور وصيدا.
المحور الشرقي: هو المحور الأكثر نشاطًا، الذي يمر عبر الخيام، كان الإسرائيلي على مشارف إبل السقي منذ يومين، واليوم يقاتل داخل الخيام، السيطرة عليها تعد مفتاحًا لفتح طريق البقاع الغربي عبر مرجعيون-حاصبيا-راشيا، وفي حال دخل إلى البقاع الغربي، سيصل إلى المصنع، بوابة الشام، مما يعني فصل البقاع عن الجنوب، وبالتالي تهديد مؤخرة وميسرة قوات الحزب التي تقاتل في الجنوب اللبناني.
ويُنبّه إلى أن “المحور الشرقي يحتوي على سعة زج هائلة جدًا، أي قوات بحجم كتيبة، لكنه يعتبر اليوم مشابهًا للمحور الغربي”.
وعن قدرة المقاومة على الصمود، يشير إلى أنه “من الصعب تقدير هذا الأمر، فيما يتعلق بالقتال، فإن المقاومة غير مجهزة بمدافع أو دبابات أو طائرات، بشكل عام، المقاومة تنتظر قوات العدو كي تتمركز أو تنهي تقدمها ثم تبدأ عملها المقاوم، هذه هي النقطة الأولى، أما النقطة الثانية، فإن المقاومة تعتمد على الاشتباك مع العدو المتقدم في الخيام والبياضة من مسافات قريبة، في هذا النوع من الاشتباك، يتم استخدام سلاح “M60″، أي الرشاشات الخفيفة، وفي هذه الحالة، لا يكون للصواريخ تأثير كبير، لأن المدفع والصاروخ يمكن أن يصيبا العدو والصديق معًا”.
ويؤكد داوود، أن “هذا هو ما يحدث في الخيام والبياضة، وحتى في هذا النوع من القتال، تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا، والإسرائيلي متفوق من هذه الناحية”.
المصدر: ليبانون ديبايت