اخبار دولية

ما انعكاسات تجميد مفاوضات فيينا وتأجيل زيارة بايدن على المنطقة؟

 أفادت وسائل إعلام أميركية السبت، بأنّ زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية وإسرائيل المقررة هذا الشهر تمّ تأجيلها إلى تموز المقبل.

ونقلت شبكة “NBC News” عن مصادر قولها إنّ “البيت الأبيض يخطط الآن للقيام برحلة أوسع إلى الشرق الأوسط

الشهر المقبل”. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للشبكة نفسها: “نعمل على تنظيم زيارة لإسرائيل والمملكة

العربية السعودية لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي+3″.

إلا أن المعلومات المتداولة في السياق، تفيد بأن التأجيل مرده إلى أن واشنطن لم تكن مرتاحة لنسبة زيادة ضخ النفط

السعودي بعد قرار اوبيك بلاس، وكانت ترغب في مزيد من ضخ كميات النفط والغاز للتعويض عن النقص بسبب

الحرب الاوكرانية -الروسية. هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فتتخوف اوساط دبلوماسية غربية من ان تدخل المنطقة في

تصعيد ردا على ترحيل مفاوضات فيينا الى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني،

وعلى زيارة بايدن الى المنطقة في تموز.

مدير “معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية” الدكتور سامي نادر يعتبر ان “مجرد تجميد المفاوضات وعدم توصّلها الى

نتيجة هو بحدّ ذاته عنصر لمزيد من التوتر، مشيراًإلى “أن التوتر اصلا كان قائما والصراع على أشده والجبهات مشتعلة،

انطلاقا من اليمن فالعراق وسوريا، حيث شهدنا قصفا لمناطق واستهدافا لقواعد عسكرية في مناطق أخرى، اضافة الى

الانسداد الذي كان موجودا في لبنان. وبالتالي فإن فرص التهدئة كانت مرتبطة بهذه المحادثات، التي كان من شأنها ان

تعيد تهدئة الاجواء”.

ويلفت نادر إلى

ان “تجميد المحادثات اليوم بهذه الطريقة، والذي كان سبباً في فرملة التصعيد وكبح جماحه، يمكننا

القول بأنه أُطلِق لكنه انتهى. لذلك من الممكن أن يلجأ الطرف الايراني الى التصعيد الميداني من اجل الدفع باتجاه

إطلاق المفاوضات، او دفع الأطراف الى طاولة الحوار، خاصة وأن تلك الأطراف لم تعد متحمسة بشكل كبير”، معتبرا

“ان الدافع خفّ، اولا حرب اوكرانيا شتتت الانتباه، وثانيا الطرف الروسي اصبحت له حساباته الخاصة وبدأ بالتساؤل عن

ماهية هذا الاتفاق الذي سيتم وهو خارجه وتحت العقوبات، وثالثا الاطراف التي كانت ضد الاتفاق ومازالت، بسبب حصره

بالنووي فقط، لم يطمئنها على مستوى سياستها الامنية ونعني بذلك دول الخليج من جهة واسرائيل من جهة اخرى،

والتي أصبحت اليوم أقوى في مواقعها التفاوضية، لأن الولايات المتحدة بحاجة إليها. فهي بحاجة الى السعودية من اجل

ضخ المزيد من النفط، والمحادثات قائمة على قدم وساق بين واشنطن والرياض، من أجل الحد من صعود اسعار

النفط”.

ويرى نادر ان ” الاندفاع الذي عايناه في عهد الرئيس السابق باراك اوباما من أجل التوصل الى اتفاق مع ايران لم يعد

بالزخم نفسه. بالطبع يفضل الطرف الاميركي الاتفاق على اللااتفاق، لكنه لا يريد اتفاقاً بأي شروط، واصبح اليوم حريصا

على الحلفاء في المنطقة، لاسيما هؤلاء الذين كانوا رافضين للاتفاق النووي كما هو، والذين لديهم مطالبهم، وهو بحاجة

لهم أكثر من أي وقت مضى”.



أما عن تأجيل زيارة بايدن الى المنطقة فيجيب:

“قد يكون لأن ظروفها غير مكتملة تماماً، ولكن التأجيل ليس مؤشراً كبيراً

لأنها تأجلت من منتصف حزيران الى تموز، ولا يُعتبر هذا التأخير كبيراً وليس إشارة الى أن بايدن لن يزور المنطقة”.

المصدر:القناة 23

للمزيد من الأخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى