اخبار محلية

تلوّث المياه في لبنان

لبنان البلد الغني بالمياه و الذي يُعتبر من أهم مصادر المياه في شرقي المتوسّط، باتت ثروته المائية اليوم مهددة بسبب الاهمال الذي طالها على مرّ السنين، اذ أصبح جزء كبير منها شديد التلوث.
هذا التلوث توزع على ثلاثة مصادر للمياه وهي: مياه الأنهار، مياه البحر والمياه الجوفية. فيما تختلف نسبة التلوث بين نهر و أخر و بين شاطئ وأخر.

تلوث الأنهار


بفعل غياب البنى التحتية المخصصة لمعالجة مياه الصرف الصحي، تتخلص معظم البلديات في القرى البقاعية والجبلية بالتخلص من مياه الصرف ومخلفات المصانع عبر رميها في الأنهار.
يُعتبر نهر الليطاني وهو الأكبر في لبنان الأكثر تلوثاً، حيث تقوم بعض المصانع بإلقاء مواد كيميائية في مجرى النهر بالإضافة الى مياه الصرف.
المواد الكيميائية الملقاة في النهر أدت الى تلوث مياهه بشكل كبير ما أجبر بعض البلديات على منع السباحة فيه وري المزروعات منه. كما أدى التلوث في النهر الى إنخفاض في نسبة الأوكسيجين في مياهه التي يتجمع معظمها في بحيرة القرعون قبل أن تكمل طريقها و تصب في البحر.
انخفاض نسبة الأوكسيجين وتلوث مياه النهر أديا الى انتشار أوبئة تصيب الأسماك في النهر، وكان أخر انتشار لوباء في النهر هذا الأسبوع، حيث أدى وباء جرثومي ناتج عن التلوث الى نفوق ألاف الأسماك من نوع الكارب.

تلوث البحر


ترتفع نسبة تلوث مياه البحر في لبنان مقابل مَصبّ نهر الليطاني و مقابل المدن الكبرى، بالأخص مقابل مدينتي صيدا وبيروت.


يعود سبب تلوث المياه مقابل مدينتي صيدا و بيروت الى إقامة مكبات كبيرة للنفايات على شواطئهما مباشرة،

بالإضافة الى الغياب شبه التام لمعامل معالجة مياه الصرف.


في مدينة صيدا مشكلة تلوث مياه البحر أكثر تعقيداً وخطراً من باقي المناطق، فأسباب التلوث لا تقف عند الأسباب المذكورة سابقاً،

بل تمتد الى قيام أربعة مصانع للجلود موجودة بإلقاء بقايا حيوانية ومواد صناعية سامة في البحر مباشرة.

معلومات عامة عن مخاطر تلوث المياه:


يؤدي تلوث المياه الى موت الكائنات الحية، اذ يقضي على الأسماك

و كافة الكائنات البحرية جراء الرمي الجائر للنفايات و المواد الكيميائية في البحار و الأنهار.

كما ويهدد صحّة الإنسان، اذ تعرّضه لأمراض خطرة كالسرطان، جرّاء إلقاء ملفات المصانع في الأنهار و البحار.


يعتبر تلوث المياه الجوفية من أكبر العوامل خطورة اذ تحمل الكثير من الأسمدة و الملوثات و الرواسب التي تقوم بنقلها الى المياه

العذبة.


كما و يؤدي إلقاء بعض أنواع المواد المستخدمة في الصناعات لإرتفاع منسوب الزئبق في المياه، ما يشكل خطراً كبيراً على الكائنات الحيّة التي تعيش في المياه،

وعلى صحة الإنسان الذي يتناول بعض من هذه الكائنات بعد إصطيادها.أسباب شائعة لتلوث المياه


مياه الصرف الصحي: تعتبر مياه الصرف الصحّي من اهم العوامل المسبّبة للتلوث الناتج عن مياه الاستحمام و المراحيض و من المواد الكيميائية السامّة،

كما و تسبب مياه الأمطار التي تحمل معها الأملاح و الزيوت و الحطام الى المجاري المائية بكارثة صحية

قد تؤدي لموت اكبر عدد ممكن من الكائنات الحيّة.

النفط المتسرّب من السفن: تشكل السفن خطراً يومياً على المياه جرّاء تسرّب النفط منها، الأمر الذي يهدد حياة الكائنات المائية

اذ انّ مادة النفط لا يمكنها أن تذوب في الماء ما يؤدي الى اختناق الحيوانات البحرية.


الأمطار الحمضيّة: تتشكّل من الملوثات و السموم الموجودة في الغلاف الجوّي، الناتجة عن دخان المصانع و السيّارات التي تنتج

الغازات الدّفيئة، فيتفاعل المطر مع هذه الملوثات و الغازات و يكوّن حمض الكبريتيك و النيتريك، ما يهدد البيئة البحرية، بسبب

هطول الأمطار الحمضيّة، كما و أن هطول هذه الأمطار تؤدي الى زيادة نسبة امتصاص الألمنيوم من التربة و تسريبها الى

المحيطات و البحيرات، الأمر الذي يؤدي الى مشاكل كبيرة للأسماك و الحياة المائية.

النفايات المشعّة و النووية: التي يتم انتاجها من محطات الطاقة النوويّة و الأسلحة العسكرية، و من المستشفيات و الجامعات التي

تستخدم مواد في البحث و الطب.


النفايات الصلبة: إنّ هذه النفايات من أكثر الأسباب التي تؤدي لتلوث المياه، حيث تتكون من مواد معدنية و عضوية تأتي من مخلفات

الانسان، مثل قطع البناء، الأدوات الزراعية، قطع الأشجار، الفيضانات، و النفايات المدفونة، و الملوثات الكيميائية و الفيزيائية التي يهدد

وجودها المتزايد حياة الكائنات الحيّة.


المنتجات البترولية: يصل الى البحار حوالي نصف مليون طن من النفط عبر المصادر البريّة مثل المصانع و المزارع و المدن، و

انسكابات النفط الناتجة عن الحوادث في آبار النفط ، و الشاحنات التي يتم نقل النفط بواسطتها.


بعض الحلول للتخفيف من حدّة التلوّث


التقليل من النفايات البلاستكية: حيث يُلقى حوالي 80% منها في البحار و المحيطات، و للتقليل من رمي المواد البلاستيكية، بجب

اعتماد تقنية تحدّ من استخدام البلاستيك على مستوى العالم.


فرض قوانين و سياسات: على حكومات الدول أجمع أن تضع قوانين صارمة للمساهمة في التقليل من تلوّث المياه، و خصوصاً على

المصانع و المستشفيات .


الزراعة الخضراء: تعتبر الزراعة الصديقة للبيئة مساهم جيّد للتخفيف من حدة التلوّث، بالإضافة الى استخدام نظام ري فعّال، فالزراعة

الخضراء تحدّ من خطر المواد الكيميائية التي تضاف للمياه.


توعية المواطن على أهمية المحافظة على نظافة المياه: و ذلك من خلال الإهتمام العلمي للمياه في المدارس و الجامعات.
دفن الحيوانات الميتة: فبقائها في المياه يشكّل خطراً على صحّة الإنسان، كما و تلحق الضرر بالكائنات المائية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى