اخبار محلية

سفارة لبنان في باريس تجمع اليهود

المصدر: mtv

أن تنظّم أيّ سفارة لبنانية لقاء لأبناء الجالية، لهو خبر عادي. ولكن أن تنظّم إحدى البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج لقاء على شرف أبناء الطائفة اليهودية، فهي مسألة لافتة.
الزمان: الأول من تشرين الثاني 2021. الداعي: السفارة اللبنانية في باريس. عنوان المناسبة “لقاء عائلي”.

في متن الدعوة التي وجّهت الى أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا، اشار سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان الى أن “لبنان لطالما عرف بتنوّعه الثقافي وتعدديته الطائفية. وإن وجود الطائفة اليهودية اللبنانية في لبنان وبلدان الانتشار، هي مصدر فخر، وتطبع فرادة هذا الوطن”.
وتابع عدوان “إن لبنان متمسك اليوم أكثر من اي وقت مضى بالترويج لنموذجه الحاضن للتنوّع، ونحن نعرف أن مستقبلنا يتوقّف على قدرتنا على أن نكون موحّدين، وارادتنا بأن نبقى منفتحين على العالم وغناه”.
واذا كان البعض قد استغرب هذه المناسبة، في العنوان والتوقيت، فإن مصادر السفارة تضعها في سياقها الطبيعي، وفي اطار النشاطات التي تقوم بها مع جميع أبناء الجالية اللبنانية بمختلف مكوناتها.
وللتذكير، فإن الطائفة اليهودية هي إحدى الطوائف المعترف بها في لبنان. وعلى لوائح الشطب 3881 ناخباً تحت خانة الطائفة الاسرائيلية، وهي التسمية الرسمية لأتباع الطائفة اليهودية في لبنان. لكن الانتخابات الأخيرة لم تشهد سوى اقتراع 3 من بينهم، أي ما نسبته 0،07%.
هو مؤشّر واضح على أن يهود لبنان يتجنّبون الخروج الى الضوء، أو أنهم غير مبالين بما يجري عندنا، طالما أن الوطن الذين اسهموا في تأسيسه ونهضة اقتصاده، تعامل معهم كمواطني درجة ثانية. قبل سنوات، اعادت الطائفة ترميم الكنيس في وادي أبو جميل في وسط بيروت. وهو واحد من أربعة معابد، الى جانب كنيس صيدا وبحمدون ودير القمر. 
يحاذر يهود لبنان العودة الى الضوء، نظراً للمخاوف التي تلاحقهم، بسبب ربط البعض بينهم وبين الصهاينة. انما هم يقولون “نحن لبنانيون لنا حقوق وعلنا واجبات. وقد اخترنا البقاء على هذه الأرض”. علماً أن المعطيات تشير الى أن المقيمين من بينهم في شكل دائم في لبنان، يناهز عددهم الـ300 لا أكثر. فقد لعبت الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية دوراً مؤثراً على مدى سنوات، في بحثهم عن مستقبل أفضل. منهم من تغرّب قلباً وقالباً، ومنهم من انتقل من دون أن يفقد رابطه مع الوطن الأم، ويستمر بالتعريف عن نفسه أنه من أصل لبناني.

هي خطوة اذاَ لإعادة وصل ما انقطع، وتحفيز كل لبناني، من أي توجّه أو طائفة أو انتماء، للإهتمام بوطنه الأم ومساعدته في الظروف الصعبة التي يمر بها، لينهض من جديد. وهي مناسبة للتذكير بأن يهود لبنان كانوا ولا يزالون مواطنين لبنانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى