اخبار محلية

نائبان يغردان خارج سرب كتلتهما..

ترتفعُ حدة التوتر السياسي يوماً بعد يوم مع إقتراب موعد الإنتخابات النيابية. مسرحيّات سياسية متوقَّعة لم تعد فصولها تُخفى على

أحد. توتير الأجواء وتَمترس الحلفاء والخصوم خلف مواقفهم المتصلّبة من العُدّة الإنتخابية، وشدّ العصب الطائفي والمذهبي من

أساسيّات العُدّة أيضاً، بغضّ النظر عن القطاعات التي يُمكن إقحامها في لعبة النار الخطيرة تلك!

جولةٌ سريعةٌ على مسار الأحداث في الأسبوعَيْن الأخيرين كافيّة للتحقّق من هذا الأمر. حيث تطلُّ الإنقسامات السياسيّة الحادّة برأسها

من أكثر من “شبّاك وطاقة”. فالإنقسام على سياسة لبنان الخارجيّة مَثلاً واقعٌ قديم ومعروف، لكنّ صبّ الزيت فوق ناره أصبح شِغل

البعض الشاغل اليوم. كذلك، تحوّل الإنقسام حول الملفّات العالقة في القضاء إلى مادّة صراعٍ “تْويتِري وتَوْتيري” بين المَقامات العاليَة

على مستوى الرئاستَيْن الأولى والثانية في البلد.

الأمر نَفسه يَحصل في ملفّ المفاوضات من أجل ترسيم الحدود البحريّة والتنقيب عن النفط وغيرها من عناوين سياسيّة عريضة

يَستحضرها السياسيّون إلى سطح الأحداث، فيما الواقع أنّ “اللبنانيات واللبنانيّون آخر همّهم كلّ تلك العناوين النظريّة، وما يَعنيهم فقط هو رغيف الخبز وحبّة الدواء وما تبقّى من ساعات علم ودراسة في بلد تفرّغ من كل أصحاب العقول فيه. أما اللعبة الأخطر، فهي

إستحضار الرسل والأئمة والأنبياء إلى المسرح السياسي، لإستخدامهم كأدوات فعّالة في تحريض غرائز الجماهير، وحثّهم على التصفيق

ثمّ التصويت لهذا اللاعب السياسي أو ذاك.

في المُقابل، فإن المُلفت وسط هذه المشهديّة، هو إنقسام النواب من الكتل نفسها على نوعيّة ووجهة الخطاب السياسي، الأمر الذي

يَطرح علامات إستفهام عمّا إذا كان هذا الإنقسام عفوياً، أم أنه توزيعٌ مدروسٌ للأدوار بين “الصقور والنعاج” لدى كل حزب أو تكتل؟!

حرب البيانات والبيانات المضادّة بين بعبدا وعين التينة أمس وتدخل صقور الفريقين على خط التوتير – أكان مقصوداً ومدروساً أو غير

ذلك- مقابل تصريحات ضيفيْنا من كلا الكتلتيْن، مثالٌ على هذا الإنقسام.

علامة: هذا ما يعني الناس .. وحرام!


فردّاً على سؤال لـ ” ليبانون ديبايت” حول جوهر السجّال بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب أمس، علّق عضو كتلة التنمية

والتحرير النائب فادي علامة مُعتبراً أنّ “الناس لا تعنيهم كل هذه المهاترات والبيانات والبيانات المضادة، بل ما يعني لهم هو تأمين

الغذاء والتعليم والطبابة لعائلاتهم”، ورأى ردّاً على سؤال أنّه “حرام على المسؤولين أن يسعوا لشدّ العصب الطائفي بهذه الطريقة

والبلد ينهار، وليتهم يشدّون هذا العصب بإيجاد الحلول المُناسبة من خلال تأمين انتظام العمل الحكومي وإستكمال المفاوضات وإقرار

قانون الكابيتال كونترول ومُواجهة الأزمة الصحيّة بتأمين الأدوية في ظل! إزدياد حالات الاصابة بفيروس كورونا”.

وقال: “خلال 4 سنوات أصبح البلد أكثر إنغلاقاً، وعدنا إلى شد العصب الطائفي والمذهبي بدل ان يتعلم اللبنانيون من الحرب ونتائجها،

وقد ساهم في ذلك طبعاً قانون الانتخاب الطائفي”، ودعا المسؤولين “للنظر إلى المرضى الذين يعانون من نقص الأدوية وإلى

الطلاب الذين لا يجدون من يعلّمهم في بعض المدارس بسبب هجرة الأساتذة وعدم توفر الاموال لدفع رواتب المعلمات والمعلمين

الموجودين”.

أين يعيش هؤلاء؟!


وعن السّجال الدائر على خلفيّة الملفات العالقة لدى القضاء اللبناني، إعتبر علامة أن “القضاء يتحمل جزء من المسؤولية عما يحصل

بسبب الاستنسابية التي نشهدها، وعلامات الاستفهام الكثيرة حول العمل القضائي المسيّس والمطيّف”، وتساءل: هل يَعيش أصحاب

الخطابات الرنّانة مع الناس؟ خاتماً: الناس لم يعد يهمها سوى تأمين الأكل والطبابة، وحتى العلم لم يعد متوفراً لهم”.

عازار: اللبنانيون فقدوا الثقة!
رأى عضو تكتّل “لبنان القوي” النائب روجيه عازار أنّ “رئيس الجمهورية لم يُسمِّ أحداً في تغريدته ولم يُسلط الضوء على أحد مُعيّن بل

تحدَّث بالعموميات، وفي النهاية صاحب الحقّ سلطان وصاحب الكفّ النظيف لا يمكن للقضاء أن يزوّر حقيقته، من هُنا إستغربنا ردّ

الرئيس نبيه بري”، وشدَّد على أنّ “الأزمة اللبنانية لا تحلّ بهذا الشكل وبهذه الخطابات، وحبّذا لو ينصرف مسؤولون بهذا الحجم لمُعالجة

الأزمة وللبحث عن فسحة أمل للبنانيين الذي فقدوا الثقة بكل الطبقة السياسية”.

وشدّد عازار على أنّ “القضاء هو المرجع الأساسي الذي يجب أنْ نؤمن به، والأمل الوحيد المُتبقي بهذا البلد يَكمن في الأمن والقضاء،

ومَتى فقدت إحداهن فُقدت الثقة بهذا البلد نهائياً”، مُعتبِراً أنّ “القضاء اليوم ما زال يضم الكثير من القضاة من أصحاب الكفوف

النظيفة”.

الذين يتناحرون مسؤولون عن هجرة اللبنانيين


وردّاً على سؤال حول كلام بري عن “ألا يكون القضاء هو قضاء السلطة”، أجاب عازار ان “هذا الكلام سياسي. فمن هي السلطة؟ وعن

أية سلطة يتحدَّث الرئيس بري وهو أب وأم السلطة في لبنان؟” وشدَّد على أنّ “كل هذا الكلام جدل بيزنطي لا يحلّ الأزمة في لبنان،

وعلى المسؤولين أن يعوا مدى خطورة الوضع وأن يفكروا بمصلحة البلد وبكيفية رد الثقة للناس تجنباً للأسوأ”، معتبراً ان مؤشرات

فقدان الثقة عالية جداً اليوم وفي طليعتها هجرة اللبنانيين، وهذا الواقع تقع مسؤوليته على عاتق الذين يتناحرون من السياسيين”.

لن أترشح مجدداً لأننا لَم نَنجح!
وإستنكر عازار “كل الخطابات الشعبوية التي لا تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين، وقال: الحمدلله أننّي أصبحت مُتجرّداً كوني لن

أترشح للإنتخابات المقبلة. (وما السبب؟) .. لست مرتاحاً، فأنا إبن هذه الأرض، مكتبي مفتوح للناس وخدمة الناس، أستمع لشكواهم

يوميّاً وأشعر بوجعهم لكني لست قادراً على إجتراح الحلول لهم. فالناس ليسوا بحاجة اليوم لمن يشتري لهم سمكة بل لمن يعلّمهم الصيد، ونحن لم ننجح بتحويل لبنان إلى بلد حقيقي، ولم ننجح بفعل شيء للناس. فبعد 4 سنوات أتساءل: ما الهدف الذي قد أترشّح لأجله إذا كنا عاجزين عن تحقيق الإنتاجية التي نطمح لتحقيقها؟”.

المصدر: ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى