اخبار محلية

فيلم ميقاتي “قصير”

خرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري مُكفهرّ، مُتجهّم الوجه، مُخاطباً الحضور في الخارج “نحن غير معنيين”، وذلك ردّاً على سؤالٍ وُجّه اليه، يتعلق بالتسويّة السياسية. لكن سرعان ما تبدّد المظهر الذي خرج به ميقاتي من لقائه من أذهان اللبنانيين، بعد الحديث عن “مسرحيةٍ” سياسية تمّ الإعداد لها في مقرّ الرئاسة الثانية في “عين التينة”، بطولة “حزب الله” الساعي إلى تسوية تُزيح عن كاهل “الثنائي الشيعي” القاضي طارق البيطار مُقابل خدمةٍ “بسيطة” تسمح للحليف الماروني النائب جبران باسيل بإعادة التقاط أنفاسه في الإنتخابات النيابية المُقبلة.

في ظلّ الضغط الدولي المتواصل على السلطة السياسية في لبنان، ومع قدوم الأمين العام للأمم المُتحدة أنطونيو غوتيريش،

إلى لبنان للوقوف عن كثب على حقيقة ما يجري على الأرض، وأيضاً على خطّ التهديد الأميركي ـ الفرنسي بفرض عقوبات جديدة على سياسيين لبنانيين،

مُتّهمين بتعطيل الحياة السياسية في لبنان، كان لا بدّ لـ”البوتقة” الحاكمة الخروج بسيناريو، يُظهر سعيها ونواياها المُزيّفة

لعودة الحياة السياسية إلى لبنان من البوابة الحكوميّة، وتأكيد عملها المتواصل لحصول الإنتخابات النيابيّة في موعدها المُحدّد،

علّها بخطوتها هذه، تحمي رأسها من موجة التشحيل السياسيةّ، القادمة إلى لبنان على عربةٍ يقودها حصانان أميركي وعربي.

المؤكّد، أن نفس الرئيس ميقاتي تعزُّ عليه في خضّم اللعبة السياسية التي تحصل في البلد

في وقتٍ يقف مُتفرّجاً، إلى حين السماح له بالدعوة إلى انعقاد جلسةٍ حكوميّة، وهو الذي يرى نفسه “عرّاب” التسوية

التي أعادت لبنان إلى موقعه الطبيعي، بعد التصريح المُسيء للدول العربية من قبل الوزير السابق جورج قرداحي.

ولذك يرى ميقاتي في نفسه اليوم، أن الدور الممنوح له في المسرحيّة السياسية القائمة،

لا يُعبّر عن حجمه في المحاولات التي بذلها طيلة الشهرين الماضيين، ولا عن الثقة التي منحها له كُلٌّ من رؤساء الحكومات السابقين ودار الفتوى، وجزءٌ من الجمهور السُنّي.

في السياق، تكشف مصادر سياسية بارزة أن “السلطة مُجتمعةً والتي يقودها “حزب الله”،

تستعجل لملمة نفسها قبل فوات الأوان أو قبل قرع جرس الإنذار الأخير لها للبدء بعملية الإصلاح،

على الرغم من أن النتيجة معروفة مُسبقاً، وهي السقوط الحتمي، وذلك في ظلّ النزاع أو الإحتضار السياسي

الذي يُعانيه جزءٌ أساسي من هذه التركيبة، وهو “التيّار الوطني الحر”،

الذي يُصارع اليوم مًستخدماً كل الأساليب من أجل البقاء على الساحة السياسية على حساب اللبنانيين، وحلفائه أيضاً”.

وتُشير المصادر إلى أن “السلطة تُمارس دور الجلاّد في هذه المرحلة، والضحيّة هم أهالي شهداء تفجير المرفأ ومعهم جميع اللبنانيين.

والأسوأ من هذا كلّه، أن الرئيس ميقاتي ارتضى لنفسه لعب دور “شاهد الزور” في مسرحيةٍ تُتيح له البقاء ضمن المجموعة،

إلى حين إسدال الستارة. وهذا يعني أننا أصبحنا أمام المشهد الأخير، فإمّا أن يُحكم على هذه التوليفة السياسية بالإعدام السياسي،

أو أن تحكم هي علينا بالإعدام جوعاً ومرضاً وفُقراً”.

وتخلص المصادر إلى القول: “مشكلتنا ليست في تحقيق انفجار المرفأ ولا بشخص القاضي البيطار ولا بالقانون الإنتخابي

ولا حتّى بكل هذه السلطة الحاكمة والمتحكّمة بالبلاد ورقاب العباد، مُشكلتنا نحن اللبنانيين بأنفسنا،

بأننا مسلوبو الإرادة، فما ينقصنا هو فقط قول “لا” ولو لمرّة واحدة.”

ليبانون ديبايت

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى