اخبار محلية

الرئيس عون كاد يبقّ البحصة!

أجاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومن على أدراج الصرح البطريركي، الذي زاره للمرّة الأخيرة بصفته الرسمية، سائلَه عن الذين يعرقلون التحقيق في جريمة إنفجار المرفأ بتلميح فيه الكثير من الحقائق المخفية.

وكاد للحظة أن يبقّ البحصة، ويسمّي “الثنائي الشيعي، أي حركة “أمل” و”حزب الله”.

وقد جاء جوابه التلميحي أصدق إنباء من التصريح المباشر، وقال للسائل: لماذا تسألون سؤالًا تعرفون جوابه مسبقًا. وسأل السائلَ:

من عطلّ مجلس الوزراء لأكثر من شهر؟ 

هذا التصريح، ولو تلميحا ، جاء بعد سلسلة مواقف لرئيس الجمهورية أعلن فيها أنه

سيسمّي الفاسد بالإسم، وسيقول الأشياء كما هي حتى ولو كانت جارحة. 

ما قاله الرئيس عون في زيارته الأخيرة لبكركي كرئيس للجمهورية ذكرّني بموقف للرئيس ميشال سليمان،

ومن على أدراج جامعة الروح القدس – الكسليك، وكانت ولايته قد أشرفت على نهايتها،

حين وصف “المعادلة الذهبية” (الشعب والجيش والمقاومة) بـ”المعادلة الخشبية”.  

الفرق بين التصريحين أن

الرئيس عون لا يزال متحالفًا مع “حزب الله” في الإستراتيجيات وفي الإنتخابات.

وقد تتقدّم الثانية على الأولى في الظرف الراهن،

خصوصًا أن “التيار الوطني الحر” المتحالف مع “حزب الله” في كل الدوائر التي له فيها “مونة” على بيئته

وحتى على بيئة حليفته حركة “أمل” يرفع شعارًا رئيسيًا لهذه الإنتخابات تحت راية “الوجودية” و”المصيرية”. 

أمّا ما قاله الرئيس سليمان فكان بمثابة القشّة التي قصمت ظهر العلاقة بينه وبين “حزب الله”،

حين قيل له بالنسبة إلى إعلان بعبدا “بلّو وإشرب من مياتو”،

مع العلم أن الحزب الذي كان مشاركًا في طاولة الحوار سبق أن أعطى موافقته على إعلان بعبدا،

وعلى سياسة “النأي بالنفس”. 

المسؤولون في “حزب الله” الذين سمعوا تصريح رئيس الجمهورية بعد الكلام العالي السقف

لسيد بكركي في عظة العيد الكبير لم يعّلقوا، سلبًا أو إيجابًا،

على رغم أنه نزل على رؤوس البعض كالصاعقة، خصوصًا أنه جاء على لسان من يُعتبر “رأس حربة” في دعم سلاح المقاومة،

وهو الذي إستفاد من وجوده في حاضرة الفاتيكان لإطلاق أهمّ موقف دفاعي عن “حزب الله”

عندما نفى عنه صفة التأثير المباشر لهذا السلاح على الأمن الداخلي للبنانيين. 

ما ألمح إليه الرئيس عون عن مسؤولية “الثنائي الشيعي” بإعاقة مسار التحقيق في جريمة إنفجار المرفأ

لم يفسد في المسار الودّي بينه وبين “حزب الله”،

ولا حتى بينه وبين حركة “أمل” المتحالف معها تياره إنتخابيًا، لأن إعتبارات المعركة الإنتخابية هي فوق أي إعتبار آخر.  

“كل شيء في وقته حلو”. هكذا يعلّق على الكلام الرئاسي الذين يعتبرون أن الإنتخابات أولوية.

ويضيف هؤلاء، إفتراضيًا، أن الزمن هو زمن إنتخابات.

ومن غير المقبول الدخول في مهاترات قد يكون لها تأثير سلبي على الأجواء الإنتخابية،

وبالتالي لا يمكن تقديم “هدايا مجانية” للخصوم، الذين يعملون ليلًا ونهارًا على كسب هذه المعركة المفصلية. 

فالإنتخابات تأتي أولًا. ومن بعد 15 أيار لكل حادث حديث، ولكل مقال مقام. 

لبنان24

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى