اخبار محلية

“الحزب” مفجوع..ما السبب؟

بصريح العبارة قالها النائب عن حزب الله علي عمار :”أنا مفجوع.. الاصداء التي بلغتني من الخارج بما يتعلق بجلستنا هذه، لا تبشر بالخير”.

لا شك أن الاصداء التي وصلت ل”عمار” وهو داخل الجلسة هي من قيادة حزب الله وجمهوره، الذين وكما قيادات معظم

الأحزاب الأخرى وجماهيرها لم ولن يُعجبهم ان يفرض النواب “التغييريون” الجدد ونواب المعارضة ايقاعهم على جلسات

مجلس النواب التي لطالما كانت القرارات و”التعيينات” التي تصدر عنها تُتخذ قبل ايام او ساعات ليتم البصم عليها في

الهيئة العامة حتى من دون تكبد عناء عد الأوراق او الايادي المرفوعة. صحيح أن حزب الله وحلفاءه قد يكونون ممنونين

لنتائج الانتخابات سواء بما يتعلق بموقعي رئاسة المجلس ونيابة الرئيس كما بأعضاء هيئة المكتب، لكنهم لا شك غير

ممنونين سواء لحصول رئيس المجلس نبيه بري على 65 صوتا حصرا بعدما كان يفوز بغالبية الاصوات في الولايات الـ6

السابقة، او لمعركة “كسر العضم” التي شهدها موقع نائب رئيس المجلس والتي انتهت الى فوز مرشحهم لكن بفارق 5

أصوات فقط.

وبالرغم من خروج البعض لـ”التبجج” بأنه أكثرية في مجلس النواب لذلك نجح بفرض مرشحيه، كان رئيس “التيار الوطني

الحر” النائب جبران باسيل واقعيا بحديثه عن عدم وجود أقليات وأكثريات في هذا المجلس، فما هو محسوم ان فوز ما

يُعرف بـ”قوى المنظومة” بالمواقع التي تم التصويت عليها اليوم لا يعني انها قادرة غدا لا على فرض رئيس للحكومة أو

حتى اعطاء ثقة للحكومة والأهم على تأمين نصاب انتخاب رئيس للجمهورية، فكلها استحقاقات قد تلحظ تكوّن أقليات

وأكثريات مختلفة عن تلك التي شهدناها اليوم

والمؤكد أيضا أن المشهد الذي لم يعتده علي عمار وغيره من النواب

سيتكرر على الأرجح في كل جلسة نيابية لأن “ما كان قد كان” لجهة اجراء صفقات وتسويات يتم تمريرها خلال اجتماع

الهيئة العامة، وعلى الجميع ان يعتادوا نمط عمل تشريعي مختلف، سواء أرضيَ البعض عنه او وصفه بالتهريج

والمسرحيات. وهنا لب الأزمة حين يعتبر كثيرون النقاشات الصحية التي حصلت داخل المجلس على تفسير بعض المواد

الدستورية كما على استيضاح بعض النقاط من رئاسة المجلس، “تهريجا”، و”البصم” والسير كقطيع من الغنم وراء

قرارات يتخذها 6 او 7 أشخاص “منتهى الديمقراطية” واحترام الأصول والدستور.

وبحسب معلومات “الكلمة اونلاين” فقد صب كل نواب “أمل” أصواتهم لصالح المرشح لنيابة الرئاسة الياس بو صعب،

فيما صوت 3 ممن هم غير محازبين من تكتل “لبنان القوي”، اي لا يحملون بطاقات “تيار وطني حر” للرئيس بري. وتقول

مصادر قريبة من “امل”:”علاقتنا ممتازة بأبو صعب ولا نعتبره مرشح “التيار”..وطالما كان الاصطفاف عموديا بين

الأحزاب على غسان سكاف والياس بو صعب فقد كان الاختيار سهلا بالنسبة الينا”.


أما بما يتعلق بنواب “التغيير” فكانوا قد صوتوا خلال اجتماع لهم يوم أمس على تبني ترشيح المرشح المستقل غسان

سكاف في دورة ثانية في حال كان لديه حظوظ للنجاح وكسر مرشح “المنظومة” اي بو صعب، وهذا ما حصل. وبحسب

معلومات “الكلمة اونلاين” التزم النواب ال١٣ بهذا القرار رغم عدم اقتناع بعضهم به.

باختصار، يؤكد التدقيق بكل ما حصل اليوم سواء بالنتائج والاعداد، او بادارة بري للجلسة او بنمط العمل الجديد الذي تم

فرضه، انه تم هز هيكل “المنظومة” التي اعتقدت لوهلة انها تمكنت من تدعيمه مجددا بأصوات ناخبيها في 15 ايار،

وأنه أصبح متداعيا لدرجة قد يسقط على رؤوس نوابها وقياداتها في اية لحظة. صحيح ان ما يُعرف بـ”النواب التغييريين”

ونواب المعارضة ليسوا صفا واحدا ولا يملكون رؤية واحدة لكل الاستحقاقات والملفات، لكن المؤكد ان توحدهم حول

موقف او استحقاق معين قادر على قلب الطاولة بوجه منظومة أعلنت بالفم الملآن اليوم انها “مفجوعة”!

المصدر:القناة 23

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى