اخبار محلية

في هذه الحال… الجامعة اللبنانية مهدّدة بالإقفال!

على مشارف عامٍ جامعي جديد، استطاعت الجامعات الخاصة رغم تراكم الأزمات من الولوج إليه بسلاسة، يبدو مستقبل الجامعة اللبنانية ضبابياً في ظلّ إضرابٍ مفتوح لأساتذتها، العاجزين عن الوصول إلى كلّياتهم، بفعل تدنّي قيمة رواتبهم والتي لم تعد تكفي لتغطية مصاريف الإنتقال.

في المقابل، تنصرف السلطة السياسية، لهوايتها الوحيدة وهي تقاسم الحصص الحكومية، غير آبهةٍ بمصير ما يزيد عن 80 ألف طالب يتهددهم “التشرّد” الدراسي.

وحدهم أهل الجامعة يسعون إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فرئيس الجامعة الذي وجد نفسه بدون مجلس جامعة داعم بسبب عدم تعيين عمداء جدد منذ سنوات، يحاول مع وزير التربية معالجة الأمور بما تسمح فيه الإمكانات المتاحة.

ويكشف رئيس الجامعة الدكتور بسّام بدران، في حديث الى “ليبانون ديبايت”، أنه يحاول قدر المستطاع تيسير الأمور، مشيراً إلى إقرار مرسومين من أصل 3، بينما يسلك المرسوم الأخير طريقه إلى التوقيع، ما سوف يُمكّن الأستاذ من الحصول على راتب إضافي وراتب تحفيزي، إضافة الى بدل النقل، ممّا يجعل وضعه أفضل بقليل من وضعه الراهن.

وإذ يعتبر أن “تحقيق ذلك غير كافٍ”، إلاّ أنه يؤكد أنه لا يمكن الحصول على أكثر من ذلك، في ظلّ الظروف الإقتصادية الصعبة التي يمرّ بها البلد والجامعة، علماً أن الأمر في النهاية يعتمد على قرار الرابطة بالعودة عن الاضراب”.

أما بالنسبة لأموال الـPCR فقد أصبح الأمر في عهدة القضاء كما يؤكد الدكتور بدران، إلاّ أنه “مُنع من البتّ به سريعاً لما له من مردود إيجابي على الجامعة”.

ولا يخفي أنه في ظل الظروف الحالية، من الصعب تأمين التعليم الحضوري، فلا كهرباء ومن الصعب تأمين 7 أو 8 ساعات كهرباء لفروع الجامعة، والمشكلة لا تكمن عند الإستاذ فقط للحضور إلى الجامعة، بل عند الطالب الذي يقطن في القرى أو في مناطق بعيدة عن المبنى الجامعي، فكيف سيتمكن من تحمّل أكلاف النقل للوصول، رغم أن هذا الموضوع تمّ لحظه في الخطة التي رفعتها الجامعة إلى الجهات المانحة، لأنه من دون دعمها، فإن إمكانية تأمين التعليم الحضوري صعبة جداً”.

ويلفت مثلاً إلى أن المدينة الجامعية في الحدث من دون كهرباء منذ يوم أمس، متسائلاً: “كيف يمكن تسيير المرفق في مثل هذه الظروف”؟

ويكشف عن إعداد مرسوم يقضي برفع بدل التسجيل في الجامعة من باب “حَجرة بتسند خابية”، مؤكداً أنه سيرفعه بعد إعداد الدراسة إلى وزير التربية ليرفعه بدوره إلى رئيس الحكومة لإقراره؟

أمّا رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور عامر حلواني، فيعتبر أن “المراسيم التي قالوا إنها وُقّعت، يتمّ استرجاعها بسبب أخطاء وردت فيها، ليعاد توقيعها من جديد، ومن هنا فإن ما يلمسه الأساتذة لا يتعدّى الكلام خصوصاً ولأنهم لم يتقاضوا المساعدات التي تحدّثوا عنها منذ بداية العام”.

ولا ينفي أن لهذه المراسيم مفعولاً رجعياً، لكن ووفق سير الأمور، يبدو أن “القصة طويلة”. ويشدّد على أن “المشكلة هي في استهتار السلطة السياسية بالجامعة اللبنانية”.

وفي سياق متصل، علم “ليبانون ديبايت” أن اختبارات الدخول مستمرة في فروع الجامعة، كما أن كليّة الطب أنهت العام الجامعي وتستعدّ للعام المقبل، وكذلك الأمر في الحقوق الفرنسية وبعض الفروع، لذلك، فإن التعويل اليوم على الأساتذة للعودة عن الإضراب في حال تمً إقرار المراسيم الثلاث وتنفيذها، وإلاّ فإن الجامعة مهدّدة بالإقفال ما يعني تشريد آلاف الطلاب والأساتذة والموظفين”.

وتجدر الإشارة إلى أنه رغم ظروف التعليم “أون لاين” والأزمات التي تتخبّط بها الجامعة الوطنية، إلا أنها لا زالت الرقم 1 في التقييم العالمي لجهة السمعة المهنية.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى