اخبار محلية

مَن يستعجل حصول الانتخابات الرئاسية؟

بات من الصعب توقع حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري واختيار رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون الامر الذي يفرض على اللبنانيين الوقوع في الفراغ الدستوري في الرئاسة الاولى، علما ان بعض المتابعين يعتبرون ان حصول الانتخابات لا يزال ممكناً لعدة أسباب.

لا يبدو ان “حزب الله” مستعجل لحصول الإنتخابات الرئاسية، كما انه لا يمانع في الوقت نفسه حصولها اذا كانت ستصب لصالحه عبر ايصال احد حلفائه الى بعبدا، كذلك فهو لن يعيق اي تسوية تجعل من اي شخصية متوازنة سياسياً رئيساً للجمهورية، وعليه فإن الحزب بالرغم من كونه لن يخوض معركة حصول الاستحقاق الرئاسي في موعده، إلا انه لن يكون من معطليه لمجرد التعطيل.

قد يفضل الحزب عملياً التأخر في انتخاب الرئيس لانه بذلك سيتمكن من  الإستفادة من التطورات الاقليمية والدولية التي يعتبر انها ستكون لصالحه مع مرور الاشهر المقبلة، من اوكرانيا الى طهران وعلاقاتها الإقليمية اضافة الى الاندماج السوري في الواقع العربي الذي سيكون قريبا.

من هنا يعمل الحزب ببرودة نسبياً ولا يظهر انه مستعجل لإتمام الاتفاق بين حلفائه، او التسوية مع خصومه، وهذا الامر لا يتطابق مع رغبة “القوات اللبنانية” وبعض النواب المستقلين الذين يستعجلون حصول اتفاق مشترك يجمعهم مع آخرين على اسم الرئيس المقبل وتجنب الذهاب نحو الفراغ الرئاسي.

هدف هؤلاء هو تحقيق انتصار وانجاز سياسي كبير ينقل رئاسة الجمهورية من ضفة سياسية الى اخرى، اذ ان التسوية واختيار شخصية وسطية ستكون هي النتيجة المتوقعة بعد حصول الفراغ ولن يتمكن اي طرف سياسي من إيصال رئيس مواجهة.

بدوره يفضل “التيار الوطني الحر” حصول فراغ رئاسي ليتمكن من القيام بضغوط سياسية على خصومه يعزز من خلالها حضوره السياسي ويرفع سقف مطالبه وشروطه، وهكذا سيفرض نفسه مفاوضاً جدياً على اسم الرئيس الجديد، فبدل ان يصل رئيس التيار المردةسليمان فرنجية او سواه الى بعبدا خلال اسابيع قليلة، سيختار “التيار”مع الاخرين شخصية مقبولة من الجميع بعد اشهر من الفراغ.

لا شك ان الفراغ الرئاسي سيكون احد ادوات العمل السياسي لبعض القوى المحلية والدولية في لبنان وسيشكل بعدها انتخاب الرئيس انعكاساً للتسوية الكبرى التي لا تبدو قريبة بل تنتظر حسم الجبهات والتسويات بين الدول المؤثرة على الساحة اللبنانية.

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى