اخبار محلية

برّي يتمسّك بـ”قاعدة سحرية” لا ينصّ عليها الدستور!

انتهت “البروفا” الرئاسية بكشف أوراق بعض الكتل النيابيّة، وتسلُّح آخرون بالورقة البيضاء و”لبنان” بهدف عدم الدخول ببازار للأسماء قد يحرق مرشحيهم باكرًا.

سؤال مرّ مرور الكرام توجّه به رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الى الرئيس نبيه بري خلال الجلسة، جاء فيه، “هل نصاب كل الجلسات يتطلّب حضور ثلثي الأعضاء؟، ليجيب برّي، “نعم، معكش خبرها”؟

وسؤال آخر يدخل في النقاش الدستوري بعد جلسة الأمس، يتعلّق بدور المجلس بين التشريع وانتخاب الرئيس. فهل حوّلت جلسة الخميس المجلس الى هيئة ناخبة، وبالتالي لا يحق له التشريع قبل انهاء الاستحقاق الرئاسي؟ وماذا يقول الدستور عن “نصاب الثلثين”؟

دستوريًا، هناك آراء عدة، منها أن المجلس عندما ينعقد كهيئة ناخبة لرئيس الجمهورية يرفع يده عن أي عمل آخر حتى اتمام مهمته الانتخابية.

وينص الدستور على أن “المجلس النيابي يتحول الى هيئة ناخبة فقط عند التآمه، أي عند انعقاد الدورة المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية. أما خارج الدورة المخصصة لانتخاب رئيس جمهورية، فللمجلس جميع الصلاحيات التشريعية والرقابية، وبالتالي بمجرد انتهاء الدورة الانتخابية واختتامها أصولًا، يعود للمجلس الحق بالتشريع في الدورات اللاحقة للدورة الانتخابية”.

ذلك أن المادة 75 من الدستور حصرت أعمال المجلس الانتخابية فقط في الدورة المخصصة لذلك، وليس في الدورات اللاحقة، فما دامت الدورة الانتخابية لم تُعقد يكون المجلس قادرًا على التشريع، أما اذا انعقدت الدورة الانتخابية فلا يستطيع المجلس التشريع خلالها، وهو يشرّع من بعد اختتام المحضر أصولاً.

وفي هذا الشأن، يتحفظ الخبير الدستوري ورئيس مؤسسة JUSTICIA الدكتور بول مرقص “عن الدعوة الى جلسات انتخابية متباعدة زمنيًا يتخلّلها التشريع، اذ يقتضي المثابرة على الانتخابات”.

وإذا لم يُختتم المحضر أصولًا، فنبقى في إطار الدورة الانتخابية الأولى، حيث أن المعمول به هو التمسّك بنصاب الثلثين بالتالي كي يتعذر الانتخاب بسبب هذا التفسير إلا بالثلثين، علمًا أن النص الصريح يقول أنه في الدورة اللاحقة عن الدورة الأولى يُنتخب الرئيس بأكثرية مطلقة من أعضاء مجلس النواب، ولم ينص على نصاب الثلثين.

ولفت مرقص، لـ “ليبانون ديبايت”، الى أن “الممارسة بالاصرار على الثلثين في كل الدورات انما هي تجهض النص ولا يعود ثمة معنى للاكثرية المطلقة عند تحكم الأقلية واستعمالها نصاب الثلثين كأداة لعدم الانتخابات كما حصل عام 2016 وما رافقه”.

لذا فالرئيس بري الذي يعمل بمبدأ “المجلس سيد نفسه”، يصر على قاعدة “نصاب الثلثين” في كل الدورات، ويعتبرها من المسلّمات، ممّا ينذر بأن الطريق نحو بعبدا لا يزال طويلًا.

ليبانون ديبايت – أحمد شنطف

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى