اخبار محلية

هل حصل لبنان فعلاً على حقوقه النفطية؟

يودّع رئيس الجمهورية ميشال عون ولايته باتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل، وإن كانت تفاصيله غير واضحة حتى الساعة للبنانيين، كما لمجلس النواب والوزراء باستثناء خطوطٍ عريضة تمّ تسريبها إلى الإعلام، ولا تزال إلى اليوم موضع أخذ وردّ على أكثر من مستوى سياسي داخلي.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل إنها حصلت على مطالبها بالكامل وحافظت على مصالحها الأمنية، أكد لبنان بدوره بأن بيروت حصلت على كامل حقوقها من هذا الإتفاق، علماً أنه بقي محصوراً بالحدود البحرية، من دون التطرّق إلى الحدود البحرية، والتي تُركت إلى جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة ولكن من دون تحديد أي موعد زمني لها.

وخلافاً للتوصيفات التي أطلقت على الإتفاق أو الأوراق المتبادلة بين لبنان وإسرائيل، أو حتى إحداثيات الحدود البحرية الرسمية، فإن صورة الواقع الفعلي ميدانياً وسياسياً وإقتصادياً على الأرض غير واضحة، أو غير معلنة بالكامل، لأن الإتفاق سيحلّ جانباً من الخلاف على الحدود البحرية في الطرف الشرقي، ولكن من دون التطرّق إلى الحدود البرية وإلى سبل تسويته في المستقبل.

لكن ما بعد الإتفاق لن يكون كما قبله، فترسيم الحدود الذي يتمّ التوقيع عليه اليوم، سيكون الأول والأخير، على حدّ قول مواكبين لمسار المفاوضات مع إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات، لأن إسرائيل التي أخذت كلّ ما تبتغيه من لبنان، لن توافق على أي تنازل في المستقبل، خصوصاً بعدما بدأت وقبيل التوقيع الرسمي، بالأعمال في حقل “كاريش”.

وكان الرئيس السابق للوفد العسكري المفاوض العميد المتقاعد بسام ياسين، قد كشف، وفي أكثر من مناسبة، بأن لبنان قد “تنازل عندما وافق على الخطّ 23، حتى أنه تنازل أيضاً عن هذا الخطّ عندما وافق على التفاوض عليه، بعدما كان يعمل من أجل تعديل المرسوم 6433، وأكد لـ”ليبانون ديبايت” بأن “إسرائيل حقّقت أهدافها بضربة واحدة، وبأن لبنان لم ينتصر”.

وعن العودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة لاستكمال الترسيم؟ يؤكد ياسين، إنه “من الصعب الحصول على أي تعديلات أو حقوق أو تنازلات من إسرائيل، بعدما كان في السابق، وفي التفاوض غير المباشر، قد انحصر النقاش ضمن ال 860 كلم بخطّ “هوف”، وبنتيجة تمسك إسرائيل بالخطّ 23، توقفت المفاوضات، ومع التوقيع اليوم على الخطّ 23، هذا يعني أننا خاسرون”.

ومن هنا، تحدث ياسين عن “أفخاخ”، تضمّنها اتفاق الترسيم، أو الأوراق التي سيتمّ تبادلها، مؤكداً أن الإتفاق غير قابلٍ للتعديل مهما كانت المواقف الأميركية تتحدّث عن استكمال التفاوض في مرحلة لاحقة. وفي هذا المجال، لفت إلى أن النص” تطرّق إلى صدق النوايا”، وهذا ما يجب التركيز عليه لاحقاً لاختبار صدق النوايا، وإلاّ “يكون ما فات قد مات”.

ورداً على سؤال عن التجربة القبرصية مع إسرائيل، أوضح أنه حتى اليوم، لم تنجح قبرص في الحصول على حقوقها في حقل “أفروديت” بعد عشر سنوات من التفاوض، ولذا، فإن الخشية تبقى من المرحلة المقبلة، إذ من الواضح أن بقاء الوضع في نقطة رأس الناقورة ونقطة ب1 والنفق السياحي تحت سيطرة العدو، لن يُبحث مجدداً، لأن إسرائيل كانت بحاجة إلى المفاوضات من أجل مباشرة العمل في “كاريش”، وقد باشرت إنتاج الغاز منذ الأمس، ولكن لاحقاً لن تكون الظروف مشابهة، ولن توافق على العودة إلى المفاوضات لبحث الواقع على طول خط العوامات”.

ومن جهة أخرى، يكشف ياسين، أنه “بالنسبة لحقل قانا، فإن الإتفاق يعطي إسرائيل ورقةً عرقلة العمل فيه بسبب رهنه بالإتفاق المالي مع شركة “توتال”، وبالتالي، سيكون من الصعب العودة للتفاوض مجدداً في حال فشل اتفاق استخراج الغاز والنفط من حقل قانا”.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى