اخبار محلية

حكومة الصرف الصحي عاجزة … جهّز مركبك أيّها اللبنانيّ!

في لبنان، و كما كل شتوة مع هطول أولى حبات المطر فاضت الشوارع في البلاد، و علق الناس في سيارتهم الغارقة

في الطرقات، و جرفت السيول المواطنين و السيارات.

كما و فاضت مجارير الصرف الصحّي في عدد من المناطق نتيجة عدم تنظيفها من النفايات المرمية داخلها.

“الشتاء نعمة” جملة تُقال في البلدان التي يٌقدّر مسؤوليها معنى النعمة، أماّ مسؤولي بلدنا فيحوّلون هذه النعمة

إلى نقمة.

في الثالث و العشرين من أكتوبر كانت الشتوة الأولى، و الدولة غير آبهة لما سيحصل و كأنّ الأمطار هطلت في

غير موسمها.

الدولة و إن بادرت بتدخّل الأجهزة المعنية، فتعلن الإستنفار بعد أن تكون الكارثة قد حلّت و طالت البشر و الحجر.

في الشتوة الأولى أعلن الدفاع المدني عن انتشال جثّة مواطن لبناني كانت قد جرفته السيول إلى وادي ذوق مصبح.

طرقاتٌ دولية و شوارعٌ رئيسية غرقت و تحولت إلى أنهارٍ جارية في جونية و بيروت و صيدا و طرابلس، فبرزت الدولة فشلها الزريع في تجهيز البنى التحتية و قنوات الصرف الصحي.

فلولا أنّ وزارة الأشغال بادرت بالمعالجة و تداركت الأمور فوراً بعد الشتوة الأولى لما وصلنا في الشتوة الثانية إلى هنا

هذا ما يؤكد استهتار الدولة و غيابها عن معالجة أبسط مشاكل البلاد و لا سيما فيما يخصّ مشكلة الطرقات التي نشهدها في كل عام بسبب عدم معالجة مجاري المياه.

فقط في لبنان، طرقاتٌ تغرق و مياهٌ مقطوعة عن المنازل منذ أيام و شهور.. مشاهد مؤسفة نراها في كل شتاء. فالسؤال الذي يراود كل لبناني : لماذا تواجه الدولة كل هذه الصعوبة في وجود الحلول لأبسط الأمور؟؟

ساعاتٌ قليلة من العمل الدؤوب قادرة على خلق شتّى الحلول و الطرق المعالجة لكي لا تؤول الأمور لما هي عليه اليوم، لكن الدولة كالعادة غارقة في غفوتها و “يا مواطن دبّر راسك”.

عليك أيها اللبناني الإستعداد و التأهّب لحمل مركبك الصغير و المضي به أينما ذهبت لتنقذ نفسك من الغرق و الإنجراف في وديان البلد الكثيرة، أو في أي مجرور قريب يبتلعك إلى أعماقه! فالشتاء طويل، و العواصف عديدة هذا العام!

نعم، فحكومتنا في أوجّ صلاحياتها هي حكومة صرف صحي، فكيف و هي تحمل اليوم لقب ” حكومة تصريف أعمال”؟!

( نُسيبة كريمة/ ليبانون ميرور)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى