فن

المرأة في الدراما العربية.. ألم يحن وقت إنصافها؟!

إنطلقت في السنوات الأخيرة “بطولة الثنائيات” في المسلسلات العربية المشتركة التي تعرف بالـ”Pan Arab”، وهذه البطولة تضم: نجماً سورياً ونجمة لبنانية.

تلجأ شركات الإنتاج إلى إختيار هذا النوع من الثنائيات التي تضم ممثل سوري وممثلة لبنانية، خاصةً بعد نجاح هذا النوع من الأعمال في السنوات الأخيرة. ويعود هذا النجاح إلى تفاعل الجمهور العربي مع هذه المسلسلات بشكل لافت وتحقيق نسبة مشاهدات عالية.

لا تقتصر هذه الثنائيات على مسلسل واحد فقط، إنما تتوزع على عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، لا سيما الأعمال التي يتم عرضها خلال شهر رمضان المبارك.

الهيمنة الذكورية في الدراما العربية

تشهد المسسلات التلفزيونية التي تعرض حالياً حضوراً لافتاً للممثلين السوريين، تحديداً بعد الحرب التي شهدتها سوريا منذ سنوات. مما شجع شركات الإنتاج على دمج الدراما اللبنانية مع الدراما السورية التي تملك خبرة كبيرة في هذا المجال.

ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة هيمنة الممثل السوري على العمل، حيث يتم تسليط الضوء عليه بشكل كبير، على إعتبار أنه يملك قدرة أكبر على إقناع المشاهد العربي ويبيع عربياً بشكل أكبر، نظراً لإنتشاره في عدة بلدان عربية.

الحصة النسائية في الأعمال المشتركة

لا شك أن الممثلة اللبنانية تتميز دائماَ بحضورها اللافت وأدائها المتمكن لكل شخصية تقوم بتجسيدها، ولكن هناك بعض التساؤلات عن مساحة دورها في المسلسلات العربية.

نجد الدراما العربية اليوم تتسع للرجل بشكل يفوق مساحة المرأة، على الرغم أن هناك العديد من الأعمال التي بنيت على العنصر النسائي. لكن اليوم يختلف الأمر، حيث إن معظم الأعمال تركز على دور الرجل من خلال ظهوره في عدد أكبر من المشاهد. وما نراه اليوم في المسلسل اللبناني-السوري هو ظهور البطل كشخصية أساسية في عدد كبير من المشاهد مقابل ظهور البطلة في عدد أقل منها.

كان واضحاً في مسلسل “350 جرام” ظهور الممثل السوري عابد فهد الذي يجسد شخصية “نوح الريس” في عدد كبير من المشاهد، على عكس الممثلة اللبنانية كارين رزق ألله التي تجسد دور “ياسمين”.
وأكدت كارين في تصريحات صحافية أنها ظلمت نفسها عندما جسدت هذه الشخصية، وأن هذا العمل لم يكن مكانها لا في الحجم ولا في الدور. يذكر أن مسلسل “350 جرام” من أهم مسلسلات رمضان 2021.

واجهت الممثلة اللبنانية زينة مكي المشكلة نفسها في فيلم الهيبة الذي يعرض حالياً في دور السينما، حيث شاركت زينة مكي في بطولة فيلم الهيبة الى جانب الممثل السوري تيم حسن. وقد تم حذف العديد من مشاهدها، ووصفها البعض بالـ”كومبارس”.
صرحت زينة في إحدى المقابلات أن مساحة دورها كانت أكبر، لكن بسبب طول وقت الفيلم، قامت الشركة المنتجة بحذف بعض من مشاهدها ومشاهد زملائها.

ورغم ذلك، يمكننا القول أن في الدراما لا يوجد شيء إسمه الجنسية، فموهبة الممثل تطغى على جنسيته، وعلينا أن نبتعد عن فكرة جنسية العمل والتحيز.

يولا الأطرش – “ليبانون ميرور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى