اخبار محلية

بسبب ارتفاع كلفة الإستشفاء.. علاج الحروق بـ”الطب العربي” في لبنان!

كتبت “الأخبار”: يعيش المصابون بالحروق، الناجمة عن الحوادث المنزلية والأعمال اليومية، معاناة مضاعفة بين ارتفاع كلفة الاستشفاء وقلة المراكز الطبية المتخصّصة. وعلى الرغم من تراجع نسبة حرائق الغابات لهذا العام بالمقارنة مع السنوات الماضية، إلا أنّ نسبة الحوادث الناجمة عن حرائق منزلية لم تتراجع، وفي هذا السياق يبرز دور معالجي الحروق، في صيدا تحديداً، مع استمرار إقفال المستشفى التركي المتخصص بعلاج الحروق.

ولهذ ابتدع أحمد محمد حماد، الذي يملك عيادة صغيرة لمداواة الحروق في صيدا القديمة، عقاراً طبيعياً يداوي الحروق وتآكل الجلد واللحم. يختصر تقنيته التي يستخدمها بـ”الطب العربي والطب النبوي”. الأول قوامه العسل وزيت الزيتون، والثاني قوامه الأذكار والأدعية. وما بينهما، يعتمد طريقة في العلاج ترتكز على تغطية المساحة المحترقة من الجلد بالشاش والقطن وتنظيفه يومياً.
يربط حماد قرار امتهانه مداواة الحروق بعدوان تموز عام 2006. حينها، استعاد معاناة الصيداويين خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. “لم تكن هناك أدوية وأطباء، ومن أصيب بحروق بسبب القصف لم يجد من يداويه. وخلال عملي كمتطوّع في الدفاع المدني، شاهدت سيّدة تعرّضت للحريق. لم أستطع مساعدتها”. خشي أبو صالح من تكرار المشهد نفسه بعد 22 عاماً. برغم توافر الأدوية والأطباء، لكنّ اختصاص معالجة الحروق ظلّ محدوداً بكلفة عالية. “استعدت ما تعلمته في دورات التدريب على الإسعافات الأولية. طوّرت مهاراتي بالقراءة والبحث، حتى توصلت إلى إنتاج عقار خاص”.

ويجزم حماد بأنه استطاع معالجة الحالات التي وفدت إليه، لكنه في الأساس يرفض استقبال حالات الحروق الممتدة على مساحات واسعة في الجسد. “لأن المريض قابل للإصابة بمضاعفات في القلب والأعضاء الأخرى، لذلك أعمل على نقله إلى المستشفى. وبعد تجاوز مرحلة الخطر، أستكمل علاجه”.

ويقع قبالة عيادته التي يسعى لتوسعتها، مركز فوج الإطفاء في صيدا القديمة الذي افتُتح عام 2012. “أنشأنا فرعاً لفوج الإطفاء في صيدا هنا، لأن الآليات لا تصل إلى الأزقة الضيقة”. على الرفوف، وُضعت حاجات رجال الإطفاء ولوازمهم. لكنّ الزاوية الرئيسية هي لركن التوعية من حوادث الحريق. “للأسف، فإن 70% من المرضى هم من الأطفال الذين يصابون بالحروق بالمياه الساخنة في المراحيض أو الطعام الساخن في المطبخ أو المدافئ”.

وراثة المهنة
امتهن كثر مداواة الحروق طبيعياً في صيدا، أقدمهم رياض البزري الذي طوّر عمله من مساعد طبيب إلى معالج يتنقّل بين منازل المرضى منذ الستينيات وحتى الثمانينيات. بعد وفاته، استكملت شقيقته رشيقة (89 عاماً) المهمة. “خلال العزاء، كان المصابون يأتون إلى منزلنا يطلبون العلاج من الحروق. أنا من بين إخوتي تشجّعت لكي أعالجهم”. نقلت عدة العلاج إلى منزلها بعدما كانت قد حفظت الطريقة. “بدّا قوة قلب” تختصر البزري الأمر. بعد شجاعة المعالج، يأتي تنظيف الحروق “لأنه السبيل الوحيد للشفاء”. قبل سنتين فقط، توقفت البزري عن العمل بعد إصابتها بعارض صحي، ولم تورث المهنة لأولادها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى