اخبار محلية

بشائر خير اقتصادية في شهر الاعياد

عائلة شربل متري المقيمة في دبي قررت هذه السنة تمضية الأعياد في كنف العائلة، خصوصا انها لم تتمكن من قضاء عطلة الصيف في لبنان بسبب ظروف العمل والاجازات: «عيد الميلاد هو فرصة لاجتماع العائلة حيث سنلتقي انا وشقيقي المغترب في فرنسا في منزل العائلة للمرة الاولى منذ سنين»، يقول شربل.

بدورهما، تنوي الشقيقتان ستيفاني وماريا رزق، اللتان غادرتا الى فرنسا بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت، واحدة لاستكمال دراسة الطب والأخرى للبحث عن عمل، التوجه الى لبنان لتمضية الاعياد وسط أهلهما: «لسنا محرومتين هنا من رؤية الثلج لكننا افتقدنا دفء العائلة وزحمة العيد في منزلنا».

يتطلع اللبنانيون الى بقعة ضوء في النفق السياسي والاقتصادي الذي لا يبدو ثمة نهاية وشيكة له. واذا كانت المراوحة السياسية ستتمدد الى ما بعد العام الجديد، يبدو أن شهر الاعياد (الميلاد ورأس السنة) سيحمل معه بشائر خير اقتصادية، من بوابة السياحة، حيث يستعد لبنان لموسم سياحي مهم خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة، وهو ما ترجمته حجوزات تذاكر السفر على منصات الطيران، سواء اللبنانية أو العربية، وكذلك حجوزات الفنادق خصوصا في بيروت والمناطق الجبلية.

وعلى غرار حملة «أهلا بهالطلّة» الصيفية التي أدخلت الى البلاد نحو 6 مليارات دولار جراء دخول 1.5 مليون وافد، فإن حملة «عيدا بالشتوية» (كرّرها في الشتاء) ستنعش القطاع السياحي بمختلف مؤسساته وتضخ العملة النقدية الصعبة في الأسواق.

«الطائرات الى لبنان مفوّلة»، وفق أمين سرّ نقابة أصحاب مكاتب السّفر والسياحة ريمون وهبه الذي تحدث عن «زحف» المغتربين الى لبنان بدءا من منتصف ديسمبر المقبل. فحجوزات التذاكر فاقت التصوّر، ولهذا تمّ تخصيص طائرات أكبر خلال الشّهر المُقبل بالإضافة الى رفع عدد الرحلات خصوصاً من دول الخليج وأوروبا لتستوعب العدد الكبير من القادمين.

بالإضافة إلى اجازة الأعياد الطويلة نسبيا، لعبت اسعار التذاكر دوراً في جذب السياح والمغتربين. فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة تذكرة ذهاب وعودة من السعودية إلى بيروت خلال شهر ديسمبر إلى 370 دولاراً، وترتفع في حال كانت الوجهة من دولة قطر، حيث تصل إلى 470 دولاراً. والأمر نفسه تقريباً بالنسبة إلى تذاكر السفر من دولة الإمارات إلى لبنان، وهذه الأسعار بالمجمل مقبولة بعدما تخطت في فصل الصيف حاجز 700 دولار.

يتوقع أمين عام اتحادات النقابات السياحية، جان بيروتي، أن يشهد الموسم الشتوي المقبل إقبالاً جيداً، مستكملاً بذلك ما شهدته خلال موسم الصيف الماضي. وحسب بيروتي، «يستفيد العديد من الزوار من الأسعار المقدمة بالليرة اللبنانية، وهي منافسة جداً للأسعار التي تقدمها باقي دول المنطقة».

وفي ما خص القطاع الفندقي، فإن ارتفاع الحجوزات ينعكس ايجابا عليه وانما بصورة اقل على اعتبار أن معظم المغتربين يقضون فترة الأعياد مع الأهل، بينما تعتمد الفنادق على السائح العربي وتحديدا الخليجي. وتعوّل المؤسسات السياحية على ليلة رأس السنة التي تتمّ عادة تمضيتها خارج المنزل على عكس عيد الميلاد، حيث تكون التجمّعات العائلية في المنازل. ويتوقع ان ترتفع الحجوزات لفترة الأعياد الى %55 مقارنة مع نسبة تتراوح بين 35 و%40 حالياً.

وعلى الرغم من أن الانسداد السياسي يبقى عائقا امام اي انفراج اقتصادي لا سيما في القطاع السياحي الذي تكبد خلال السنوات الماضية خسائر كبيرة، يبقى لبنان من أفضل الوجهات الشتوية، لمن يرغب بعيش طقس أوروبي في بلد عربي، وكذلك لهواة ممارسة التزلج والباحث عن فسحة باردة ومميزة.

أنديرا مطر – “القبس” الكويتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى