اخبار محلية

مطار رفيق الحريري الدولي مهدد بكارثة كبرى!

تتراكم الفضائح التي باتت تهدّد سلامة الطيران في لبنان، إذ عادت ظاهرة الطيور في مطار رفيق الحريري الدولي إلى الواجهة من جديد، والرصاص الطائش الذي أصاب الطائرات مرات عدة، ما يزيد الخطر على الملاحة الجوية.
 
منذ أيام قليلة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حركة الطيور أثناء حركة الطائرات، وأخرى ميتة وعالقة في المحرّك، الأمر الذي أثار ردود فعلٍ غاضبة طالبت بحلّ هذه المشكلة.
 
كما تسبب الرصاص الطائش ليلة رأس السنة بإصابة طائرتين تابعتين لشركة “طيران الشرق الأوسط” متوقفتين في المطار، وألحق الضرر بهما. وقبل ذلك، تعرضت إحدى الطائرات لرصاصة طائشة لحظة هبوطها منذ أسابيع.
 
في هذا الإطار، كشف الصحافي اللبناني نادر حجاز، في حديث لـ”جسور”، أن “ظاهرة إطلاق الرصاص غير مقبولة، وهي مشكلة ثقافية وأخلاقية أولاً، وبما يتعلق بالخطر الذي بات يحدق بسلامة الطيران المدني بسبب الرصاص العشوائي، فان الأمر يستدعي اجراءات صارمة في المنطقة المحيطة بالمطار، وهنا المسؤولية أمنية بالدرجة الأولى والحل مطلوب من الأجهزة الأمنية كما القوى الفاعلة صاحبة النفوذ في محيط المطار”.
 
وتابع: “بات من المعيب الحديث عن رصاص طائش يصيب الطائرات في مطار بيروت، وتعريض سلامة الطيران للخطر كما سلامة المسافرين، إضافة الى الإساءة لسمعة لبنان في العالم وتشويه كل النجاحات التي تحققت في السنوات الماضية وبشهادة عالمية. فالإهمال واللامبالاة شكل من أشكال الفساد خصوصًا عندما تصبح مصدر تهديد لحياة الناس، ولم ننس بعد كارثة انفجار المرفأ، وكيف كانوا كلّهم يعلمون”.
 
كما رأى أن “وجود مطمر النفايات “الكوستا برافا” على مسافة قريبة من المطار هو خطير جدا، لأن ذلك حوّّل محيط الأخير إلى بيئة حاضنة للطيور وغيرها، خصوصًا وان المطمر يضم نفايات عضوية إضافة إلى الصلبة، ولا عمليات فرز تحدث فيه”.
 
وقال حجاز، “لا أتوقع أن هناك حلا جذريا لهذه المشكلة في الوقت الحالي، حتى على مستوى العالم، لكن الموضوع خطير جدا، فهناك فيديوهات تظهر عشرات الطيور الميتة العالقة في محركات الطائرات، وكل طائرة خلال هبوطها أو إقلاعها من المطار، معرضة لحوادث اصطدام مع الطيور”، محذرًا من “كارثة بشرية قادرة أن توقع مئات الضحايا في لحظة”.
 
وأضاف الصحافي المتابع لهذا الملف: “رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت أرسل أكثر من كتاب إلى وزير الداخلية في هذا الصدد، لكنه لم يحصل على أي جواب. كما لا نستبعد أن تكون السياسة قد دخلت في هذا الموضوع أيضا”.

وكان وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، ناصر ياسين، قد اعتبر أن هناك الكثير من الطرق لإبعاد الطيور عن حرم مطار بيروت الدولي من دون قتلها. ووجه كتابًا إلى وزارة الداخلية، فيه معطيات متوافرة لدى وزارة البيئة بهذا الصدد، وترتكز أيضًا على إفادة خبير أجنبي، بأهمية تركيب أجهزة في مدرج المطار لإبعاد الطيور، وهي من التقنيات المستخدمة على نطاق واسع في مختلف المنشآت التي يجب إبعاد الطيور عنها، بما فيها المطارات. 

مجزرة بحق الطيور
وقال رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، في تصريح صحافي، إن “قضية الحمام والطيور المحيطة بالمطار تشكل خطرًا على الملاحة الجوية، ونحن بانتظار أن يحرك وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الملف”، لافتًا إلى أن “الحل يكون إما عبر القوى الأمنية، أو بأن يسمح لنا بجلب صيّادين لقتل الطيور”.
 
وتقدم الحوت بطلب من وزارة الداخلية لجلب صيادين لقتل الطيور، ما أثار غضب ناشطين رأوا في ذلك مجزرة ترتكب بحق الطيور، في وقت يجب إيجاد حلول جذرية ومستدامة لحل المشاكل التي أوصلت الوضع إلى ما هو عليه، وعلى رأسها أزمة النفايات.
 
وحذرت نقابة الطيارين من هذا الخطر، مشيرة الى إمكان اصطدام الطيور بمحركات الطائرات.
 
ومشكلة الطيور في محيط مطار بيروت ليست جديدة، وسبب وجودها هو وجود مطمر النفايات “الكوستا برافا” بمحاذاة المطار فضلاً عن نهر الغدير الذي ترتفع فيه نسبة التلوث. وسبق للحكومة اللبنانية أن حاولت إيجاد حلول لمشكلة الطيور هذه، لكنها لم تنجح بذلك.

بقلم: إستال خليل   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى