اخبار محلية

رسائل ساخنة متبادلة بين الحزب والتيار

تتكم قيادتا “التيار الوطني الحر” وحزب الله بخصوص تعليمات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة لجهة ضرورة الحوار مع التيار. لم يتضح حتى الساعة ما اذا كان هذا الحوار انطلق بالفعل، على اي مستوى، ماذا يبحث وما اذا كان سيتطور قريبا للقاء يعقد بين رئيس “التيار” جبران باسيل مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا.
المعلومات المتوافرة ترجح انعقاد اللقاء بين الرجلين قريبا، وان كان قرار مشاركة وزيري الحزب بجلسة الحكومة المرتقبة قد تؤجل انعقاده مجددا خاصة في ظل ما يتردد على السنة بعض النواب العونيين لجهة ان تغطية حزب الله جلسة حكومية جديدة يعني تبلغنا رسالة واضحة بأن الحزب لا يريد ابقاء العلاقة مع التيار.

مصادر مواكبة لعلاقة الطرفين لا تستبعد ان يكون قرار مشاركة الحزب بالجلسة لاقرار الاموال اللازمة للفيول حصرا تم ب”قبة باط” عونية. “فالعونيون في نهاية المطاف لا يستطيعون تحمل تبعات عرقلة هذا الملف رغم موقفهم “المبدئي” من عقد جلسات لمجلس الوزراء في ظل استمرار الشغور الرئاسي”. وتضيف المصادر:”الحزب ابلغ ميقاتي صراحة ان وزيريه سينسحبان فور بدء النقاش ببنود غير البنود المرتبطة بملف الكهرباء علما ان هناك مرسوما يطمح الحزب لتمريره بأقرب وقت ممكن مرتبط برفع القيمة التأجيرية للاملاك البحرية”، مرجحة بأن يكون “هذا التشدد مرتبطا بتفاهم ضمني مع “التيار” لن يتم الاعلان عنه، فيما يواصل العونيون رفع السقف والتهجم على الثلاثي ميقاتي-بري-حزب الله هلى خلفية انعقاد الجلسة”.

وتتحدث المصادر عن “رسائل ساخنة تتبادلها قيادتا الحزب والتيار، وهي سياسة لم يعتمداها منذ توقيع ورقة التفاهم عام ٢٠٠٦”، لافتة الى ان “توجه وفد حزب الله الى بكركي رغم كم الخلافات بين الطرفين والقطيعة التي استمرت اكثر عامين ابرز رسائل الحزب بوجه باسيل ومفادها اننا قادرون على التواصل مع معظم القوى والمرجعيات متى اردنا بعكسك تماما”. وتضيف المصادر:”حتى ان الحزب واصل مسايرته لبكركي بعد اللقاء محاولا التودد اليها رئاسيا. فالبطريرك كان قد فاتح حزب الله من خلال لقاءات عقدها مع وفد منه المسؤول الاعلامي في الصرح وليد غياض بتفضيله الوزير السابق روجيه ديب بين كل المرشحين الرئاسيين لكنه لم يحصل بحينها على جواب شاف. فكان حديث نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بوقت لاحق عن رئيس بخلفية اقتصادية محاولة لدغدغة البطريركية، علما ان قريبين من الحزب يؤكدون ان الحزب لا يمكن ان يسير بديب تماما كما عين التينة”.
رسائل الحزب الساخنة يقابلها رسائل عونية مماثلة، فمحاولات باسيل المستمرة لزكزكة حارة حريك بمرشح ثالث يبدو واضحا ان هدفها اغاظة الحزب حصرا خاصة وان الكل يعي ان خيارا مماثلا يعني مزيدا من التخبط الباسيلي رئاسيا لانه خيار وفي افضل الاحوال لن يجمع وفق المعطيات الراهنة اكثر من ١٨ صوتا نيابيا. وتشير مصادر مطلعة الى ان “باسيل ليس بصدد تبني اي مرشح سواء من داخل التيار او خارجه، وهو ابلغ المعنيين بأنه وفي حال قرر العكس فالمؤكد انه لن يلجأ لاسم من داخل التيار، ولا يعنيه مين بيزعل ومين بيرضى، باعتبار ان كل تجارب خروج عونيين قدامى من كنف التيار انعكست سلبا عليهم ولم تؤد لاي تداعيات داخل التيار. لذلك لا يجد نفسه محرجا لا امام ابراهيم كنعان او آلان عون او سيمون ابي رميا الذين يصرون على تبني مرشح عوني في حال اتخذ قرار اعتماد مرشح”.

بالمحصلة، الكباش سيقى مستمرا بين الحزب والتيار وان كان المؤكد حتى اللحظة انه لن يؤدي لكسر الجرة. فباسيل يعي انه غير قادر على مواصلة العمل السياسي من دون حليف او صديق بعدما عادى كل القوى، كما ان الحزب يدرك تماما انه لا يزال يحتاج العونيين لتأمين الغطاء المسيحي الذي يحتاجه محليا وخارجيا، لان الخيار الوحيد الآخر امامه سيكون القواتيين، وهو خيار يبدو انتحاريا لطرفيه!

المصدر: الكلمة أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى