اخبار محلية

هل بدأ “عضّ” الأصابع بين الحزب وباسيل؟

إختار رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل، أن يسلك طريق مواجهة “حزب الله” على المكشوف. يُعدّ خطابه الأخير، نقطةً في بحر الإجراءات التي اتّخذها، ومنها إعطاء الحرّية لنوابه وأعضاء كتلته في التعبير عن آرائهم تجاه المواضيع السياسية المختلفة. وفُهم أن “طبشة” باسيل الأخيرة، عبارة عن ورقةٍ إضافية يستغلّها في حرق المراكب مع الضاحية. لكن ما الذي دفع ويدفع بباسيل إلى خوض المنازلة مع شريكه الأخير على الساحة السياسية؟

يمكن ربط الموضوع بما سُرّب مؤخراً حول نية رئيس مجلس النواب نبيه بري، إجراء “بوانتاج” نيابي لإحصاء الأصوات التي باتت في محفظة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بوصفه مرشّحاً رئاسياً. وتردّد في هذا السياق، أن بري أنجز استطلاع آراء مجموعة كبيرة من النواب، وبات على إثرها متيقناً من أن فرنجية، يستطيع تأمين النواب الـ65 المطلوبين للفوز في الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، مع الإشارة إلى أن مسألة الميثاقية، محفوظة من خلال إشراك مجموعة أساسية من النواب المسيحيين.

في غضون ذلك، جاءت من قبيل الخطوة البارزة من حيث التوقيت والمضمون، زيارة معاون الرئيس نبيه بري، النائب علي حسن خليل، إلى السفارة السعودية ولقائه الطويل مع السفير السعودي وليد البخاري قبل ما يقارب الأسبوعين، أي قبل مغادرة البخاري الأراضي اللبنانية بيوم. وتردد أن خليل عرض على السفير السعودي نتائج “البوانتاج”، دون أن يسمع تعليقاً من البخاري، ليُفهم أن السعودية، إمّا أنها ليست مع ترشيح فرنجية أو أنها تفضّل التريّث، وفي الحالتين، خرج خليل ناقلاً أجواءً سلبية إلى عين التينة، دفعت بالأخيرة إلى التريث عن الدعوة إلى جلسة رئاسية، أو حقيقة، تعليق الدعوة إلى أجل غير مسمى.

ويتردّد في هذا السياق، أن بري، أو عملياً “الثنائي الشيعي” بوصف “حزب الله” شريكاً في هذا التقدير، ينتظران اختمار الأجواء الإقليمية. ويُذكر هنا، أن ثمة إشاراتٍ بالغة، قد تؤدي إلى حلٍ يذهب في مصلحة فرنجية، في حال بقيت الأمور تسير كما يحصل الآن. فموضوع التقارب السعودي ـ الإيراني، سجّل أكثر من علامة مهمة مؤخراً، سواء على المسرح الرياضي مع تصويت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الإتحاد الآسيوي لكرة القدم لمصلحة استضافة السعودية للبطولة القارية المقبلة عام 2027، أو في سياق ما له علاقة بالأزمة اليمنية.

إذاً بات باسيل في صورة أن الـ65 نائباً أصبحوا في “جيب” فرنجية، وأن الحزب يمون على قسمٍ كبيرٍ منهم، أو أنه ساهم في تأمين عددٍ لا بأس به، وبالتالي، وجد باسيل نفسه في حلٍ من أي التزام بالنسبة إلى “حزب الله”، وتحديداً في حلٍ من نتائج الإجتماع الأخير مع وفد الحزب، الذي ترأسه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” الحاج محمد رعد في ميرنا الشالوحي، وما بعد خطاب السبت ليس كما قبله.

ليبانون ديبايت – وليد خوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى