اخبار محلية

هل يتم احراج فرنجية لاخراجه؟

يمتلك رئيس تيار المردة سليمان فرنجية نقطة قوة اساسية واحدة، هي دعم “حزب الله” له، غير ذلك يبدو ان وضع الرجل بات غير مريح، على اعتبار ان الدعم السعودي الذي كان يتوقعه لم يعد ممكنا في ظل الظروف الحالية، حتى ان الـ٦٥ صوتا لم يتم تأمينهم بعد، لذلك فإن الاسابيع المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لحظوظ رئيس المردة الرئاسية.

احدى اهم نقاط ضعف فرنجية هي عدم وجود اي دعم مسيحي له، اذ انه ، وفي ظل تشرذم القوى السياسية المسيحية، فهي لا تتفق الا على رفض فرنجية، لذلك فإن مساعيه تتركز بشكل اساسي على استقطاب  نواب مسيحيين مستقلين مستعينا بالرئيس نبيه بري وبعض الشخصيات التي تربطها علاقات جيدة بنواب كثر.

لكن الاشتباك السياسي – الطائفي الاخير، والذي لم يكن فرنجية جزءا منه، احرجه في الشارع المسيحي اذا بات الرأي العام يرى ان وصول الرجل الى قصر بعبدا تحديا مباشرا للارادة السياسية والشعبية المسيحية، خصوصا في ظل تبني “الثنائي الشيعي”وبعد القوى الاسلامية لترشيحه.

في الوقت الذي يستمر فيه الاشتباك السياسي والرئاسي في لبنان تسير التسويات بسرعة لا بأس بها في المنطقة وهذا سينعكس على البلد بشكل او بآخر، واذا لم تكن التسوية الداخلية قد تمت، فإن تسوية من نوع اخر ستفرض ولن يستطيع احد منعها، وحتى حزب الله سيكون محرجا في ظل الانهيار ، امام اي فيتو سيضعه على اي مرشح جديد للرئاسة تتوافق عليه معظم القوى السياسية.

من الواضح ان المطلوب اليوم من فرنجية ومن معه الذهاب بعيدا في تكثيف الجهود الرئاسية لتأمين دعم نيابي جدي يجعله قادرا على الفوز في المعركة، ان كان على صعيد تأمين عدد الاصوات او تأمين النصاب الدستوري للجلسة الثانية، وعندها سيتمكن فرنجية من التفاوض على وصوله الى بعبدا في مقابل مكاسب سياسية لخصومه.

من دون ذلك، سيجد حزب الله وقوى الثامن من آذار ان الاستمرار بدعم فرنجية سيسبب احراجاً شعبيا وسياسيا كبيراً ولن يكون التمسك بترشيح زعيم زغرتا امرا بسيطاً كما كان الامر مع الرئيس السابق ميشال عون الذي كان يملك قدرة شعبية كبيرة ولم يكن البلد يومها على حافة الانهيار الكامل..

هنا يصبح السؤال مشروعا، هل سيستمر فرنجية بترشيحه الى ما لا نهاية ام ان الاتصالات الحالية ستؤدي الى فوزه بالمعركة الرئاسية، ام ان احراجه امام بيئته المسيحية في ظل هذا الواقع السيء سيدفعه الى اعلان الانسحاب من المعركة لصالح مرشح تسووي بالكامل يتماشى مع مناج التسوية في المنطقة؟

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى