رئيس قبل نهاية تشرين الأول؟
مراوحة داخلية وخارجية، تطبع نهاية الاسبوع الحالي، من موضوع الكهرباء الى مسألة التأمين الناجز لرواتب الموظفين وفقا لسعر صرف منصة صيرفة، وبينهما الاتصالات الداخلية ومسار الحوار الفرعي بين حزب الله والتيار الوطني الحر داخليا، اما خارجيا فمواجهة شرسة في نيويورك حول تمسك لبنان بتعديل الفقرة الواردة في مسودة قرار التمديد لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، التي لم تنجح حتى الساعة، رغم تدخل “بعض الاصدقاء” في احداث تغيير، وان انشائي بذكر عبارة الدولة اللبنانية بدل الجيش اللبناني، فيما الإنتظار سيد الموقف بالنسبة الى اتصالات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بعد جرعة الدعم التي حصل عليها من سيد الايليزيه. ليبقى هم الرئاسة وانهاء الشغور المتربع على كرسيها، نقطة التقاطع الواصلة بين الداخل والخارج.
وفيما يبدو ان الوضعين الاقتصادي والمالي، “لا تهزوا واقف عا شوار”، مع ترقب وهم مساعدات لن تأتي، طالما الاصلاح متعثر، وفي دولة يتعذر عليها تأمين كلفة ترجمة التقرير الاولي للتدقيق الجنائي بذريعة عدم توفر المال، كما انكشف في اطار اجتماع لجنة المال، يبقى الشأن الحياتي، من خلال المثابرة على الحلول الترقيعية في مختلف الملفات، وابرزها الكهرباء التي حضرت في السراي، عل وعسى تنجح المساعي في ابعاد الكأس المرة.
واذ تبدو التعقيدات المحيطة بزيارة لوديان الى بيروت الى مزيد من التفاقم، مع اتخاذها بعدا اقليميا بعد كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن “مفتاح الحل السياسي يحتاج الى توضيح التدخلات الإقليمية في هذا البلد ومن ضمنها تدخل إيران”، والذي قرأت فيه مصادر ديبلوماسية تصعيدا فرنسيا في مواجهة طهران وحلفائها، المصرون على رئيس وفق المواصفات التي وضعوها ، يتزامن مع تشدد باريس في صيغتها المقدمة لمشروع التمديد لقوات الطوارئ الدولية، رأت جهات لبنانية ان الموقف على العكس جاء ليؤكد على دور الجمهورية الاسلامية، وضرورة ادخالها كشريك في الخماسية، وهو ما كان سبق وطرح وعارضته الولايات المتحدة الاميركية.
في غضون ذلك ، نقل عن مسؤول فرنسي كبير نصح شخصية لبنانية معنية بالملف الرئاسي، الى عدم تفويت فرصة التوافق على رئيس للجمهورية سيحرم لبنان من آخر فرصة لانقاذه، حفاظا على ما تبقى، مبديا خوفه مما ينتظر لبنان، كما اكد احد السفراء العرب في بيروت خلال جلسة خاصة، ان حدثا كبيرا منتظرا في غضون الاسابيع القادمة، سينتهي الى انتخاب رئيس للجمهورية في النصف الاول من شهر تشرين الاول.
في كل الاحوال، وفي انتظار اتضاح المشهد وانكشاف حقيقة الشهد المتوقع لاحداث الانفراج، ومع ابلاغ التيار الوطني الحر جوابه على الرسالة الفرنسية، والتي اكدت مصادره ان تتطابق وما سبق ان ابلغه رئيس التيار للفرنسيين في كل لقاءاته، تستمر المفاوضات على جبهة ميرنا الشالوحي – حارة حريك، رغم بعض البرودة خلال الساعات الماضية، حيث بدأ الهمس عن “عرقلة” بدأت تظهر مع الدخول في بعض التفاصيل، المرتبطة بتعهدات بعيدة المدى.
يبقى السؤال، الى اين يمكن ان تؤدي المعارك الديبلوماسية الفرنسية المفتوحة؟ وكيف ستترجم باريس موقفها من طهران؟ ومتى؟ وكيف؟ لن يطول الوقت قبل معرفة الجواب، فمنتصف ايلول لناظره قريب.
ميشال نصر – الديار