اخبار محلية

مبادرة باسيل…ما هدفها؟

لا تزال القوى السياسية غير مُهتمّة بكل التطورات والإستحقاقات الدستورية في الداخل اللبناني، وهذا الأمر ينعكس بشكل سلبي على المسار التسووي وعلى الديناميكية السياسية إذ ينحصر الاهتمام بما سيكون عليه الواقع الميداني خلال الساعات والأيام أو حتى الأسابيع المُقبلة. لذلك فإن كل المساعي والمبادرات التي تقوم بها الأحزاب والقوى السياسية تبوء بالفشل.

إن مبادرة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تعرّضت لانتكاسات كبيرة، إذ إنها وبالرغم من الزخم الشعبي الذي حقّقته في البداية إلا أن أهدافها بقيت محدودة ولا يمكن تطبيقها في الواقع خصوصاً تلك المرتبطة بالاتفاق على رئاسة الجمهورية وعلى مسار جديد لبدء التوافق بين القوى الأساسية على رئيس الجمهورية المُقبل. وهذا ما بات واضحاً لدى جميع الأطراف.

القوى السياسية الحليفة لباسيل أو تلك التي تُخاصمه منشغلة اليوم بالمسار الميداني مترقّبة للتطورات المرتبطة بواقع غزّة وتداعياته على المنطقة لمعرفة التوازنات المقبلة، لأن هذه التوازنات من شأنها أن تحدّد الخطوات السياسية في الداخل اللبناني وربما في المنطقة، لذلك فإن آمال باسيل بإحداث خرق ما لأهداف معينة على الساحة اللبنانية قد خابت بشكل كبير.

رئيس “التيار” حقّق أمراً مُهماً أنه توقّع استعادة تقاربه مع “حزب الله” وحلفائه وهذا في الواقع أهم ما يبتغيه باسيل، لأنه يدرك بشكل وبآخر بأنّ التطورات الميدانية قد تصبّ في مصلحة “الحزب” ما يعني أنه سيكون بحاجة الى تقدّم خطوات نحو الأمام باتجاهه لتحصيل مزيد من الامتيازات والمكتسبات السياسية في الداخل اللبناني بغضّ النظر عن الرئيس المُقبل ومدى تنازله عن شروطه في المرحلة المقبلة التي ستتبدّل فيها التوازنات الداخلية والاقليمية.

في الوقت نفسه، قد يحقق باسيل هدفاً إضافياً أيضاً وإن كان بعيداً عن رئاسة الجمهورية وهو إخراج قائد الجيش جوزاف عون من المعركة الرئاسية، وربّما الوصول الى توافقات جدية تؤدّي الى عدم التمديد له، لذلك فإن هذا المكسب قد يوازي بالنسبة لباسيل مسألة انتخاب رئيس جديد مقرّب منه لأنّ في ذلك العديد من الأهداف الشخصية والسياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى