خطر الربيع المقبل يستنفر الداخل… الرئيس قبل نهاية شباط؟!
فيما لم توتِ حركة الموفدين الدوليين ثمارها على صعيد الملف الرئاسي إلى اليوم إلا أن مواقيتاً داهمة باتت تضيق من هامش المناورة لدى الأفرقاء مع ارتفاع منسوب الخطر على الكيان من الذوبان في كيانات أخرى يجري الترتيب لها في الربيع المقبل، وهو ما يشي بإنفراج رئاسي قبل نهاية شباط ليتمكّن لبنان من الوصول إلى آذار محصّناً بموقف سياسي داخلي يبعد شبح ما يتم رسمه لهذه المساحة من العالم التي لا تتجاوز الـ10452كلم مربع.
وبعيداً عن ربط الملف الرئاسي بالحرب الدائرة في غزة أو على الحدود الجنوبية، يجد الوزير السابق وديع الخازن, أن “مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لديهما هدف مشترك هو انتخاب رئيس وتبريد الجبهة الجنوبية، بمعنى من الضروري إنتهاء حرب غزة من أجل التبريد على الجبهة الجنوبية في ظل الإلتحام بين الجبهتين”.
ويؤكد “التناغم بين البطريرك ميقاتي فالرجلان يصران على انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيّما أن الأخير يعلم تماماً أن الدستور يقضي بانتخاب رئيس وهو يشعر بأنه محرج في كل ما يتعلّق بأي موضوع يختص بصلاحيات رئيس الجمهورية”.
ويستبعد “تبنّي البطريرك لأي مرشح رئاسي معين فهو يحاول أن يكون على مسافة واحدة من كافة المرشحين، فالهم الأساسي انتخاب رئيس وفق المواصفات”.
ويكشف “عن حركة دفينة للوصول إلى المبتغى في الملف الرئاسي قبل نهاية شهر شباط المقبل، لا سيّما أنه لم يمكن الاستمرار على الحال القائم”.
ولكن ماذا عن ربط الملف الرئاسي بالحرب في غزة والجنوب؟ يتوقّع أن “تستمر الأوضاع على وتيرتها الحالية في غزة وبالتالي على الجبهة الجنوبية لمدة أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير، لأن جيش العدو لا يمكنه أن يستمر في الإستهلاك العسكري أطول من هذه الفترة وتكبيد ميزانيته المزيد من الخسائر”.
ويعتبر أن “نتنياهو شأنه شأن أولمرت وسيلقى المصير نفسه عند إنتهاء الحرب، ويناقض كل التحليلات بأن نتنياهو سيستمر بالحرب أو يفجّر الوضع على الحدود الجنوبية، فهو لم يعد بامكانه مواجهة المعارضة الواسعة ضد حكومته في الداخل الإسرائيلي إن لجهة الأسرى الذين لم يستطع تحريرهم أو على صعيد الحرب التي لم يستطع حسمها في غزة”.
أما بالعودة إلى الإنتخابات الرئاسية في لبنان, فيعتبر أن “الحاجة ماسة لانتخاب رئيس قبل نهاية شباط للأسباب كثيرة داخلية وخارجية إن على صعيد المؤسسات المقفلة أو على صعيد بلقاء الجمهورية بتراء بدون رأس”.
ويؤكد أن “النواب سيتفقون على انتخاب رئيس وليس كما في الجلسات السابقة، لأن الحاجة ضرورية لذلك في ظل انشغال الخارج بما يحصل في العالم وبالأوضاع الداخلية لكل دولة، لا سيّما أن الخطر الداهم يهدد وجود الكيان وديمغرافيته وجغرافيته، لأن هناك حركة كبيرة في المنطقة في الربيع المقبل لها علاقة بإعادة النظر في جغرافيا المنطقة بعد حرب غزة”.
لذلك يؤكد, أنه “لا بد من وجود رئيس للجمهورية يشارك في أي اجتماعات محتملة على هذا الصعيد وإلا فإن مصير لبنان سيكون إلى المجهول والخوف من الخطر الوجودي المحتوم واحتمال صهره كلياً في كيان آخر من باب وجود ملايين النازحين واللاجئين على أرضه”.
ومن هذا المنطلق, يرى أنه “لا بد من العودة إلى سلة تفاهم كالتي طرحها الرئيس نبيه بري دفعة واحدة على كل شيء في أيلول سنة 2016 عشية انتخاب الرئيس ميشال عون، تعيد للدولة اعتبارها الوجودي كسلطة جامعة من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقيام حكومة فاعلة”.