الأمر لم يحسم بعد… بري أعدّ العدّة!
وسط ضجيج المبادرة التي أطلقها تكتّل الإعتدال النيابي فإن إطلالة المندوب الفرنسي جان إيف لودريان عبر إتصال هاتفي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، رسم تقاطعاً بين المساعي الدولية والداخلية للوصول إلى تفاهم يرسي مبدأ الحوار المؤدي إلى طريق الرئاسة.
فماذا حمل الإتصال؟ وهل من تقاطع بين مساعي الخماسية ومبادرة تكتل الإعتدال؟
في هذا الإطار, يوضح الكاتب والمحلّل السياسي حسن الدر في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أنه إتصال تشاوري بعد تحرّك كتلة الإعتدال والمبادرة التي طرحتها، وبما أن لودريان معني بالملف الرئاسي فمن الطبيعي أن يتواصل مع الرئيس بري ويسأله عن الأجواء.
ويلفت إلى أن “مبادرة الإعتدال تتقاطع اليوم مع جهود الخماسية الدولية، لكنه لا يخفي العوائق التي تحول اليوم دون السير بمبادرة الاعتدال، فالوضع في الداخل يوحي بأن الظروف غير ناضجة، وتمييزاً للكلام السياسي عن الواقع يشير إلى أن الجميع في السياسة يرحب بالحوار من أجل انتخاب رئيس ولكن الواقع يؤكد العكس ففي حالة السلم لم يجنح النواب والمعنيون باتجاه انتخاب رئيس فكيف بحالة الحرب التي يعيشها لبنان، متسائلاً: هل يمكن انتخاب رئيس في ظل المتغيرات التي تحصل؟”.
ويذكر بأن “الرئيس نبيه بري هو من وضع آلية الحوار من خلال دعوة رؤساء الكتل النيابية عبر الأمانة العامة لمجلس النواب، وبعد الحوار يتم الذهاب إلى جلسة بلجسات متتالية وليس جلسة مفتوحة، ويمكن أن تكون جلسة بعدة دورات متتالية ولكن في النهاية ستقفل الجلسة لأن استمرار الجلسة مفتوحة يعني أن يتوقف التشريع والعمل في المجلس وبالتالي تعطيله”.
ولهذا السبب فإن الرئيس بري اقترح فتح جلسة بدورات متتالية وبنصاب انتخابي يصل خلالها إلى الـ 65 نائباً، ولكن السؤال إذا لم ينل المرشح هذا العدد من الأصوات هل تبقى الجلسة مفتوحة؟
أما متى يبادر الرئيس بري إلى دعوة رؤساء الكتل؟ فيؤكد أن “الموضوع اليوم هو عند كتلة الإعتدال التي ستقوم بجولة ثانية على الكل بعد وضع آلية الحوار ليسمع ردهم لأنه من المحتمل أن تغير بعض الكتل رأيها”.
وماذا عن التقاطع مع الخماسية الدولية؟ فيذكّر أنه “خلال لقائها الأخير مع الرئيس بري أكدت أنه ليس لديها أسماء مرشحين وأنها موحدة في هذا الإطار ولكنها مع تسريع وتسهيل انتخاب رئيس، فلا يتناقض الحراك مع المبادرة والدليل إتصال لودريان مع الرئيس بري واطلع منه على فحوى المبادرة”.
أما ما يخص عودة قريبة للمندوب الفرنسي إلى بيروت؟ فيؤكد أن الأمر لم يحسم بعد ولا موعد قريب لهذه العودة وفق معلوماته.