هل تتحول قبرص إلى لبنان آخر؟… هذا هو الخطر الأكبر!
أخبار السوريين في قبرص أصبحت في الآونة الأخيرة الشغل اليومي للقبارصة، وفي احدث موقف رسمي قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس امس الأحد إن بلاده “لا يمكنها قبول المزيد من اللاجئين السوريين”، مشددا على اننا “لسنا في وضع يسمح لنا باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين. لقد وصلنا إلى أقصى حدودنا ولم يعد بإمكاننا التعامل مع هذا التدفق من اللاجئين”. وأضاف أن ما مجموعه سبعة بالمئة من سكان جمهورية قبرص أصبحوا الآن لاجئين، معربا عن رغبته في البدء في ترحيل اللاجئين مباشرة إلى سوريا.
وكرر خريستودوليدس ما يدعو اليه لبنان منذ فترة طويلة، قائلا: “نطالب صراحة بتصنيف مناطق معينة في سوريا على أنها مناطق آمنة”.
كما افادت وكالة الأنباء القبرصية (CNA) يوم الجمعة الفائت أن “حوالي عشر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تدعم الآن خطة الحكومة القبرصية لإعلان أجزاء من سوريا آمنة”، علما ان نيقوسيا تخطط لاستضافة مؤتمر في ايار المقبل حول هذه المسألة يهدف إلى الضغط على المفوضية الأوروبية للتحرك.
هذا وتستند الحكومة القبرصية في كلامها عن أجزاء من سوريا آمنة إلى المؤشرات التي قدمتها وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي (EUAA) بشأن محافظتي طرطوس ودمشق. ففي طرطوس بحسب EUAA “لا يوجد، بشكل عام، أي خطر” من “الاعتقاد بأن الشخص سيواجه خطرًا حقيقيًا بالتعرض لضرر جسيم” في حالة إعادته إلى هناك. وفيما يتعلق بدمشق، خلصت الوكالة عينها إلى أنه “بشكل عام لا يوجد خطر حقيقي” للضرر، ولكن “يجب دائمًا أخذ العناصر الفردية في الاعتبار”.
وفي مقارنة مع الوضع القائم في لبنان، يقول مصدر ديبلوماسي قبرصي عن النازحين السوريين: عدد الوافدين يتزايد، انهم يصلون بالمئات في القوارب، ويحاولون كل يوم الوصول إلى الجزيرة قادمين من لبنان بحثًا عن اللجوء، محذرا من ان استمرار على ما هو عليه سيكون الوضع مزريا، قائلا: قد يتقاتل السوريون بين بعضهم البعض في نيقوسيا، او ربما يتقاتلون مع القبارصة في بافوس، او يهاجمون المنازل في لارنكا…
ويضيف: في لبنان وصل عددهم إلى 2.5 مليون تقريباً، يقتلون اللبنانيين كل يوم، يسرقون، يجتاحون المناطق الرئيسية، في حين ان الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تفعل شيئاً!
ما الذي يجذبهم إلى قبرص؟ يجيب المصدر عينه: ببساطة القرب الجغرافي بالإضافة إلى ضعف أداء الحكومة.. الى جانب القواعد العامة الأوروبية التي تحمل عنوان “أسباب إنسانية”، ولكن في النهاية النتيجة واحدة: النازحون السوريون في كل مدينة قبرصية، في كل شارع، لديهم شبكاتهم الخاصة، ويعرفون كيفية التعامل مع القانون. ويتابع: لديهم محامون محددون عند تقديمهم إلى المحكمة… لديهم حتى اتصال في الشرطة لحمايتهم.
ويعتبر المصدر انه بات يوجد اليوم في قبرص ما يمكن تسميته بـ”المافيا السورية” المنظمة جدا والقوية، وهي تفوق خطورة “المافيا القبرصية التقليدية” القديمة، حيث يسيطر السوريون على سوق المخدرات في نيقوسيا وأيانابا بشكل رئيسي.
وعلى غرار الوضع في لبنان، يلفت المصدر الى ان المشكلة الحقيقية لقبرص تبقى في النظام القضائي، انه نظام ضعيف يقوم على الديمقراطية والقواعد الإنسانية.
واذ يأمل ان تستيقظ الحكومة القبرصية وتقرر أن تكون أكثر صرامة، قبل فوات الاوان، يحذر المصدر القبرصي من خطورة انتشار النازحين في الجانب التركي من الجزيرة، قائلا: “سيكون لدينا قريباً شوارع ومناطق سورية في هذا الجزء”.
ومن يتحمل المسؤولية؟ يكتفي المصدر بالقول: الرئيس خريستودوليدس وجميع الأحزاب السياسية تقع على عاتقهم نفس المسؤوليات.