اخبار محلية

رغم الإيجابية… الشياطين نائمة في التفاصيل

رغم الإيجابية... الشياطين نائمة في التفاصيل

لبنان تحت النار، هو التوصيف الأدقّ والأكثر صوابيةً عند الحديث عن المشهد الميداني المشتعل منذ بضعة أيام، والذي يقف أمام أسابيع من “عضّ الأصابع” والضغط من قبل العدو الإسرائيلي من أجل تمرير الوقت الضائع أميركياً، وفصل الخيط الأبيض عن الخيط الأسود في اتفاق وقف النار الذي بات منجزاً من قبل الجانب اللبناني، على أن يأتي حسم الموقف، كما هو متوقّع، بعد محطتين للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، في بيروت وفي تل أبيب خلال الساعات القليلة المقبلة، والتي تبقى مشروطة بما يتوقّعه من “إيجابية” في الموقف اللبناني.

ومن شأن هذا التجاذب بالنار الذي يشكِّل جوهر المفاوضات الحالية، أن ينذر بمرحلة جديدة من الصراع ، بدت أولى مؤشّراتها عبر عمليات الإغتيال في قلب بيروت بالأمس.
فقد رسم العدو الإسرائيلي أمس خطاً فاصلاً مع تخطّيه كل الخطوط السابقة، ومبادرته إلى تنفيذ عمليات قصف في عمق العاصمة، ما طرح أكثر من تساؤل حول ما هو مطلوب من الدولة اللبنانية بعد وقف العمليات القتاليّة، في المفاوضات التي ستنطلق، والتي تتعلق حكماً باليوم التالي.
فهل ستقتصر العملية على طي صفحة الحرب الحالية فقط؟

من غير الواضح في الجواب اللبناني، كما في الموقف الإسرائيلي حول النقطة الأكثر أهمية في الورقة، ما سيكون عليه مشهد منطقة جنوب الليطاني، حيث ستكون الإشكالية الكبرى، كما تتوقع مصادر نيابية معارضة، إطّلعت على بنود الورقة الـ 13 من التسريبات الإعلامية فقط، ذلك أن الإنسحاب إلى شمال الليطاني لا يزال غامضاً من حيث سير التنفيذ، وذلك على مستوى العودة إلى السابع من تشرين، أي إلى ما قبل انطلاق حرب إسناد غزة. وهنا، فإن المصادر النيابية، تشير إلى أن الحزب ولبنان، سيكونان أمام فترة اختبار بعد وقف النار لمدة 60 يوماً، تحت المجهر الأميركي والإسرائيلي، وسيواجه المزيد من الضغوط على طاولة المفاوضات الفعلية، وذلك طبعاً في حال وافقت إسرائيل بدورها على ملاحظات لبنان حول صياغة الإتفاق، واعتراضه وفق ما تمّ تسريبه، توحي وكأن إسرائيل قد حقّقت أهدافها.

قد يكون الحديث باكراً عن الإتفاق في غير محله الآن، لأن المصادر النيابية، ترى أن كلاً من إسرائيل وإيران، لم تعلنا بعد عن موقفهما الفعلي، ولن تبديا أي مبادرة جدية باتجاه واشنطن في المدى الزمني المنظور، وبالتالي، إذا كان من غير المفهوم ما الذي يريده نتنياهو من لبنان بعد وقف إطلاق النار، فإن إيران مصمّمة على الإبقاء على ورقة الضغط اللبنانية على واشنطن، وهي الجبهة الجنوبية، إلى جانب جبهات المحور الأخرى، أو أوراق الضغط الأقل فاعلية في التأثير على الولايات المتحدة الأميركية قبل إسرائيل، فيما نتنياهو من جهته، لا يريد وقف الحرب، ما يقود إلى الإستنتاج بأن لبنان أمام معضلة الخلاف على التفاصيل في مرحلة لاحقة، وربما بفرض بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة على الورقة بعد موافقة لبنان، وبالتالي نسف المفاوضات برمّتها، وهو ما دأب على القيام به في جولات التفاوض حول اتفاق في غزة.

المصدر: فادي عيد – ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى