اخبار عربية

بلد العظمة وأمّ الدنيا .. هل تعرف عنها هذه المعلومات؟

بين عظمة الأمس و عظمة اليوم، تبقى مصر سيّدة العظماء، مروراً بالروزنامة وصولاً لأخر عظمة قامت بها في الثالث من ابريل 2021، و الذي حدث لأول مرّة في العالم، ألا و هو مواكب المومياوات الملكية.


ولدت الحضارة المصرية بفضل النيل الذي يُعتبر مصدر الحياة، و يعدّ أطول أنهر القارّة الأفريقيّة، و الذي اعتبره المصريون ممراً لتنقلاتهم و تجارتهم، حيث كان مكاناً ترفيهياً لممارسة هواية السباحة و صيد الحيوانات المائيّة.


يقطع النيل من جنوب مصر الى شمالها، و في فترة معينة يفيض النيل ثمّ يعود الى وضعه الطبيعي، وعند فيضانه يخرج معه الوحل الذي يحمل مواد خصبة و مفيدة جدّاً للزراعة.


كان النهر يفيض مرة بالسنة، و من خلال فيضانه توصّل المصريون الى إختراع الروزنامة

حيث قسّموا السنة إلى ثلاث فصول و أربع أشهر.


الفن المصري القديم


في الحضارة المصرية القديمة التي استمرت أكثر من 3000 عام (حوالي 3200 إلى 333 قبل الميلاد) ، اعتقد المصريين باستمر الحياة بعد الموت، ولمرافقة المتوفي في الآخرة، كان فنانون مصريون يزينون قبره بالصور التي تمثله وهو يؤدي مهامه اليومية. 
بين المصريين ، كان يتم تمثيل الشخصيات دائمًا بنفس الطريقة: رسم الرأس بشكل جانبي، والكتفين والذراعين واليدين في المقدمة والساقين بشكل جانبي. 

كان ارتفاع الشخصيات يعتمد على دورها في المجتمع: كان الأهم هو الأطول ، لذلك يتم تمثيل الفرعون، نظراً للطبيعة الدينيّة لحضارة مصر القديمة، فإنّ معظم الأعمال الفنيّة في هذه الفترة هي صورة الالهة أو الفراعنة أو التجسيد الإلهي.
الرموز موجودة في كل مكان في الفن المصري، وهكذا فإن الحيوانات هي تمثيلات رمزية للآلهة، اللون أيضًا له معنى مرغوب جدًا: الأزرق والأخضر يمثلان النيل والحياة، والأصفر يستحضر الشمس، فيما القوة والحيوية مستوحاة من اللون الأحمر.

  لقد نجت ألوان هذا العصر بشكل مدهش على مر القرون ، خاصة بفضل مناخ مصر الجاف جدًا.

  كان الفن المصري واقعيًا للغاية، فقد كان لدى الفنانين معرفة عميقة بالتشريح وإحساس مثالي بالتفاصيل ، خاصة في رسم الحيوانات.

الهيروغليفية في مصر القديمة


كان نظام الكتابة الفرعونية يعتمد على استخدام الكتابة الهيروغليفية،

وهي عبارة عن رسوم توضيحية في شكل رسومات تستخدم كأبجدية. الهيروغليفية رمزية ،

أي أنها تمثل كائنات أو أشياء من العصر الفرعوني في شكل صور.


عالم المصريات الفرنسي” فرانسوا شامبليون “،

كان أول من عمل على فكّ رموز الكلمات المصرية الأولى و ذلك في العام 1822.

الأهرامات والمعابد


كان المصريون يأملون في الحياة ما بعد الموت ونقشواعلى قبورهم رسومات زخرفية وأطباق وأدوات وأمشاط وأواني ومجوهرات، في معتقدهم أكد التقليد أنه يمكن للمرء الاستفادة من البضائع التي تم دفنها معه بعد وفاته، حيث تستفيد روحه في الحياة الجديدة من نفس الراحة التي كان الشخص ينالها في الحياة الأرضية، و كانت أقدم مومياء تم العثور عليها حتى الآن كانت للملك الفرعوني “دجر”، أحد الملوك الأوائل المدفونين في أبيدوس منذ حوالي 5000 عام.

قناع توت عنخ آمون الجنائزي


مومياء توت عنخ آمون و هي من أكثر الممويئات شهرة، موضوعة في قبر بوادي الملوك.

و كان توت عنخ آمون الفرعون الثاني عشر من الأسرة الثامنة عشر في مصر، حكم من 1334-1323 قبل الميلاد ،

خلال الفترة المعروفة باسم الإمبراطورية الجديدة، واسم “توت عنخ آمون” يعني تيماج حياة آمون.

أهرامات الجيزة


هذه الأهرامات من عمل ثلاثة فراعنة عظماء: خوفو وخفرع ومنقرع، تم بناء الهرم الأكبر خوفو حوالي عام 2250 قبل الميلاد،

ويتكون من ثلاث غرف (واحدة لتابوت الملك الراحل واثنتان غير مكتملتان)

كما و يوجد تمثال أبو الهول بالجيزة الذي يمثل طبيعة الإنسان المتحالف مع قوة الأسد،

كان أبو الهول حارس المقبرة في موقع


الأهرامات، كما اندمج مع الإله حرماخيس.

كانت الكتابة الهيروعليفية هي المعتمدة في النقش على جدران جحرة دفن المومياء، حيث كانت هذه النقوش عبارة عن تراتيل و تعاويز تحرس المومياء في الحياة بعد الموت، كما وكان ينقش اسم الجثّة على الحجر، و بمجرد محي الإسم عن الحجر يمحى الشخص من الحياة المادية و الحياة الروحية، بحسب المعتقدات الفرعونية.

بُنيت هذه الإهرامات من الحجر الضخم، حيث أن بناء الحجر الواحد استغرق عشرات السنين،

كما و لا تزال هذه الإهرامات حتّى اليوم مصدر الهام الزائرين لما فيها من فنّ و ثقافة.

معبد أبو سمبل

بنيَ معبد أبو سمبل حوالي العام 257 قبل الميلاد، هذا المعبد الجنائزي يقع مباشرة على جرف الحجر الرملي و ضم سلسلة من الأبنية الداخلية بالإضافة إلى العديد من الغرف المحاطة بالأعمدة، فيما المدخل محاط بأربعة تماثيل ضخمة متطابقة تمثّل الملك رعمسيس الثاني جالس وأفراد عائلته.

مع الإهرامات في مصر يُعتبر فنّ التحنيط من الأشياء الأكثر ميزة الّتي تركتها الحضارة المصريّة القديمة،

فالمومياء تملك سحراً كبيراً لعالم الآثار، ليس فقط لأنّه يتم المحافظة عليها على مدى أجيال و حقابات تاريخيّة،

بل لأنّها تعكس أيضاً معتقدات دينيّة تتعلّق بالمصريين القدماء.


كان يعتبر المصريون أنّ الحفاظ على الجسد ذو أهمية كبيرة ليستعيدوا حياتهم بالحياة ما بعد الموت، لذلك كان يتم تحنيط جسد الموتى، فكان المصري يحضّر نفسه للحياة ما بعد الموت، فكان يجهّز قبره و كل ما يودّ أن يرافقه في الحياة ما بعد الموت، لأنه كان يعتقد أن الموت ليس نهاية الحياة بل هو بداية لحياة ثانية.


كما و كان يعتقد المصريون أن الفرعون وحده من يستطيع أن يدخل في الحياة ما بعد الموت،

و من هنا انطلقت فكرة التحنيط التي أذهلت العلماء حتى يومنا هذا.

لم تكتفي مصر بالحفاظ على حضارتها و فنّها و آثارها العريق،

بل عادت في الثالث من أبريل2021 لتثبت للعالم أجمع قوتها و عظمتها و فنّها، التي لاقت اعجاباً كبيراً من جميع أنحاء العالم

من خلال ترتيلة “ايزيس” التي ابهرت الملايين، و الملكة “تي” التي ظهرت بشعرها المجعّد (الكيرلي) لتثبت قوة و ثبات التحنيط.

فليس أجمل من أن نقرأ التّاريخ إلّا أن نراه حيّاً!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى