اخبار محلية

48 ساعة حاسمة …. واشنطن تُبَلَّغ بموعد تأليف الحكومة؟

المصدر: ليبانون ديبايت

مبدئياً، نحن أمام ساعات حسم حكومي تُقاس بآخر “سم” من المتر الأخير! إلى هذه الدرجة بات تأليف الحكومات في لبنان دقيقاً، وأحياناً “نملة” قد تقلب “خابية” حكومية على من فيها! في ضوء ذلك، جرى استيلاد قاعدة حكميّة: إما أن تؤلّف حكومة “متوازنة” بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي وتأخذ في شروطهما، وإمّا أن ينهار كل شيء ونذهب إلى حالة فراغ أسوأ من تلك التي نعيشها.

واقع الأمر، أن بعض “النافخين” في بوق التفاؤل من الذين يتحرّكون عادةً مع موجات “الصدم” التي تنتج عن حراك الوسطاء في المحيط، يتحدّثون عن “أجواء إيجابية رغم ملاحظة خروقات” يتجنّبون التطرّق إليها. هؤلاء متفائلون إلى “آخر درجة” من إمكان تأليف حكومة في غضون يومين “على الأكثر”، ويشيرون بالإصبع إلى أن العقد الباقية منحصرة في مساحة ضيقة جداً يصلح حلّها. مع ذلك، إن التجارب علّمتنا عدم المراهنة كثيراً، وأحياناً، إن الغلو في الرهان يجلب الإحباط!

مع ذلك، فإن الحديث السائد اليوم منحصرٌ في وساطة اللواء عباس إبراهيم. وبدا خلال الساعات الماضية أن الرجل يتحرّك بنشاط بين مقرّي الرئيسين حاملاً معه اقتراحات وحلولاً متبادلة بين الجانبين، وهو إيحاء يقصد منه عدم ضلوع “إبراهيم” في الوقوف خلف أية اقتراحات حلول. يُفهم من ذلك أن المدير العام للأمن العام “حَذِر” ويتجنّب “إقحام” نفسه بشكل قوي ومباشر، ربما إفساحاً في المجال أمام “القفز” من المركب حين يطرأ تبدّل ما قد يُطيح بكل شيء، ولكي لا تترتّب عليه أي نتائج لاحقاً.

إلى حينه، يسود الحديث عن أسماء تسقط وتتطاير في التشكيلة، وتلوح في الأفق إشارات “غير مشجّعة” حول عقد تنبت فجأة، رغم أن المحيطين بما يجري “عازمون” على إشاعة أجواء إيجابية، مشيرين إلى أنه “من عادة التأليف أن تكثر التقلّبات في الأمتار الأخيرة، وهذه إشارة جيدة”. في المقابل، يتحدث مطّلعون عن ظهور “عراقيل مستجدّة” لها علاقة بالأسماء والتوزيعة، دفعتهم إلى التعبير عن صدمتهم إزاء ما يحصل، ودفعت “الوسيط” إلى “تدوير” محرّكاته على الطاقة القصوى. ورُصد في هذا الإتجاه أن “الوسيط” تحرّك أكثر من مرة من وإلى بعبدا وبالعكس، حاملاً أوراقاً وقصاصات، ثم نزل ثم عاد.. وهكذا دواليك، وهي صورة ربما تكون “صحّية” من دافع النقاش، إنما ليست كذلك ما دام أن الرئيسين منكفئين عن الحديث سوياً معتمدين على منطق “التبدّلات السريعة” في الخيارات.

بهذا المعنى، ما من علامة واضحة على حصول تغيّر أو تبدّل ما من الضروري حصوله على ظروف التأليف، وثمة من يشير إلى ضرورة ربط تأليف الحكومة بـ”ضوء أخضر ضروري”. تبعاً لذلك، فإن إمكانية تأليف حكومة تُحال إلى المجهول، وهو ما ارتسمَ من بيان “مصادر” رؤساء الحكومات السابقين الذي تولّى الردّ على “أجواء بعبدا” التي عُمّمت صباح أمس على وسائل الإعلام، وما سبق ذلك من كلام “مرتفع السقف” من رئيس مجلس النواب نبيه بري تجاه بعبدا، قُرأ على أنه إشارة حول “عدم رضى”.

للحقيقية، إن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي “نأى بنفسه” عن الإشتباك الحاصل والمستجدّ بين زملائه وقصر بعبدا، بدليل أنه عمّم على موقعه الإعلامي المواكب له عدم “نشر” أي بيان يحوي “اشتباكاً” بين أي من أطراف التأليف وشركائه، قاصداً عدم نقل أي تصاريح متبادلة بين “نادي الأربعة” ورئاسة الجمهورية. وفي ما خصّ التعميم، أشير إلى عدم تتبّع حركة اللواء عباس إبراهيم ولا حركة الرئيس المكلّف، حيث يتبيّن من وراء ذلك توافر نية في “التصفير” إستعداداً لأمر ما، أو أنه يميل إلى “هدوء ما قبل العاصفة” عملاً بمقتضيات المرحلة، والمعروف عن ميقاتي أنه لا يميل إلى حرق أوراقه سريعاً.

ما تقدّم لم يوحي بأن ثمة “طارئ” يمكن حصوله خلال الساعات المقبلة، بدليل أن قصر بعبدا، وإلى حينه، لم يتبلغ أي موعد بحصول زيارة للرئيس المكلّف اليوم، شاءت أوساط متابعة لأمر التكليف، ربطها بتطوّرات “الوساطات” الجارية ونتائجها، مقدّرةً بأن الرئيس المكلّف “لن يصعد بعبدا إلا إذا كان إصدار المراسيم محسوماً”. ولأجل ذلك، دعت مصادر واسعة الإطلاع، إلى “الإستهلال” خلال الـ48 ساعة المقبلة.

بخلاف ذلك، برزت إشارة أُدرجت ضمن “منصّة الإيجابيات”، تولى تمريرها رئيس الجمهورية ميشال عون. فخلال لقائه بوفد لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي أمس، ألمح إلى احتمال تأليف الحكومة هذا الأسبوع، وهو تلميح وصل إلى حالة الجزم باحتمال حدوث ذلك. وبما أن الكلام أتى على ذكر الحكومة على مسمع السفيرة الأميركية دوروثي شيا، المتهمة في الداخل بأنها “تُخرّب”، بدا أن رئيس الجمهورية يبعث بأكثر من رسالة في أكثر من إتجاه. فهو أولاً أبلغ الجانب الأميركي بتوقيت “مفترض” للتأليف، في ظل شيوع أنباء عن “محاولات أميركية” تقودها السفيرة لمحاولة “فرملة” أي تأليف لا يأخذ في الشروط الأميركية، ومنها مثلاً الحدّ من “نفوذ” “حزب الله” داخل الحكومة العتيدة، وإحداث “توازنات” جديدة تطال مستوى حضور “التيار الوطني الحر” + بعبدا فيها. في المقام الثاني، قد يكون قصد رئيس الجمهورية إبلاغ من حضر بأن أمر الحكومة “شأن سيادي لبناني”، وهي قيد التشكيل، وما على “المجتمع الدولي” إلا الشروع بتنفيذ تعهداته بالمساعدة فور تأليف حكومة جديدة، وبعيداً عن الحسابات الداخلية اللبنانية.

في الخلاصة، الأمور في خواتيمها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى