اخبار دولية

تقرير إسرائيلي “هامّ” يكشف عن الهدف السوري من مساعدة لبنان!

المصدر: جيروز اليم بوست

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالاً بقلم الكاتب سيث ج.فرانتزمان، يعتبر فيه أن سوريا “نصّبت نفسها مافيا لمصدر الطاقة في لبنان”، مشيراً الى ان “تحرك النظام السوري ولبنان قد يعطي شرعية لدمشق، لأنها قد تحاول الالتفاف على العقوبات الأمريكية والاقتراب من الدول العربية”.

وقال فرانتزمان: “يدرك زعيم الـ”مافيا” “الجيدة” أن الطريقة لتحقيق المزيد من الربح والسلطة تكمن في وضعها داخل الأشياء التي يريدها الناس والخدمات شبه القانونية، التي يمكن أن تقدمها (المافيا) أثناء إفساد المؤسسات والمسؤولين عن تطبيق القانون للسماح باستمرار الخدمة”.

أضاف: “قد يتضمن ذلك المقامرة أو إفساد النقابات أو نقل المخدرات في بيئة مافيا تقليدية. لكن في بيئة الدولة، يمكن أن يشمل ذلك أيضاً وضع دولة نظام شمولي تسعى الى الشرعية والأرباح فوق احتياجات الطاقة لدولة مجاورة أخرى. يبدو أن عائلة الأسد في سوريا ، التي لديها الكثير من الخصائص الشبيهة بالمافيا وأصدقاء يشبهون المافيا – إيران و”حزب الله” – تفعل ذلك الآن في قطاع الطاقة في لبنان”.

و”توجه وفد لبناني رفيع المستوى إلى سوريا، الأسبوع الماضي، بهدف محاولة جعل سوريا معبرا للكهرباء والغاز الطبيعي. وهذا من شأنه أن يساعد في تخفيف أزمات الوقود في لبنان والكارثة المالية التي يعيشها لبنان الآن. وبحسب التقارير، كان إرسال الوفد محاولة لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا”.

تابع: “هذه رواية كاذبة على الأغلب لأن “حزب الله”، الذي يسيطر فعليًا على لبنان، حليف للنظام السوري وإيران والأخيرة حليفة للنظام السوري. أرسل “حزب الله” العديد من المقاتلين لدعم نظام بشار الأسد خلال الحرب، ويدير “حزب الله” السياسة الخارجية اللبنانية في بعض القضايا”.

ورأى الكاتب “صحيح أن سوريا احتلت لبنان لعقود ولم تنسحب إلا بعد أن اغتال “حزب الله” رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. ولفترة قصيرة بدا أن المعارضين لـ”حزب الله” وسوريا قد يصلون إلى السلطة في ظل تحالف بقيادة سعد الحريري، ابن رفيق الحريري، ولمنع ذل، شن “حزب الله” حرباً ضد إسرائيل في عام 2006، ثم دبر نزاعاً مع سعد الحريري وحلفائه في العام 2008 بشأن مطالبة “حزب الله” بإمتلاك شبكة اتصالات خاصة به لدعم دولة داخل دولة”.

ولفت الى أن “لبنان يعيش اليوم، أزمة مالية. معظم البلاد الآن على حافة الفقر، البلاد واقعة في مليارات من الديون. وانفجرت نترات الأمونيوم الخطرة، المخزنة في الميناء، على الأرجح من قبل “حزب الله”، العام الماضي ودمرت جزءاً من بيروت، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص”.

واعتبر أن”حزب الله” يحتجز “الحكومة رهينة، وقد منع تعيين رئيس وزراء جديد، كما حال دون تعيين رئيس لسنوات. هذا هو نموذج حزب الله: جعل لبنان مكبّلاّ وحوّله إلى محافظة داخل “حزب الله”، ثم استخدمه كقناة للمال والفساد والسلاح. أصبح لبنان، العالق في مستنقع قبضة “حزب الله”، فقيرا وأكثر انعداما للقانون. السؤال الآن هو ما إذا كان يمكن أن تتوفر في لبنان الأشياء أساسية، مثل البنزين أو الكهرباء. كان لبنان في يوم من الأيام بلدا ثريا ومزدهرًا ومنفتحا، لكنه ينحدر نحو كارثة لا تنتهي أبدًا”.

وقال: “عندما يكون جارك في محنة، فإن الشيء الطبيعي الذي يجب أن تفعله المافيا هو تقديم دعمها ولكن مقابل خدمة، وفي هذه الحالة، توجه الوفد اللبناني إلى دمشق برفقة ووزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال عكر، للطلب من سوريا بالسماح للغاز الطبيعي المصري من الدخول من الأردن”.

وأوضح فرانتزمان أن ذلك “عرض تريده سوريا لأنه يجعل من سوريا وسيطاً للبنان، ويعطي دمشق الشرعية والفاعلي، بطريقة سحرية، تحولت دمشق من دولة منبوذة إلى “مساعدة” للبنان على حل أزمته، تنطلق دمشق نحو إنقاذ لبنان ايضاً يريد النظام السوري هذه الفرصة منذ أعوام”.

أشار تقرير وكالة “أسوشييتد برس” إلى أن “الاجتماع هو أيضاً اختبار للعقوبات الأميركية ضد إيران وسوريا، حيث يسعى لبنان الى استخدام خطوط الأنابيب السورية والوقود الإيراني عبر الموانئ السورية لمعالجة أزمة الكهرباء”.

وأضاف: “وهذا يعني أن الحافز الحقيقي لسوريا هو أنها تستطيع الإفلات من العقوبات، وتشحن إيران الوقود إلى سوريا هذا الشهر أيضا، على أمل تفريغه في سوريا ونقله إلى “حزب الله”. وحذر وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي زار لبنان مؤخرا من شحنات الوقود الإيراني”.

وأعرب الكاتب عن إعتقاده أن “سوريا توجه، بشكل أساسي، رسالة الى الولايات المتحدة مفادها: إما أنها ستسهل وصول البنزين الإيراني إلى لبنان أو تسعى للحصول على دعم أميركي لمعارضة العقوبات الأميركية، لتمكين سوريا من جلب الغاز والكهرباء من الأردن ومصر، وتمكين النظام السوري ليصبح الرئيس الجديد لاحتياجات لبنان من الكهرباء والغاز”.

ورأى أن “هذه مناورة رائعة لسوريا، كانت مصر تلمح إلى أنها تريد إعادة سوريا إلى الحضن العربي”.

تابع: “لكن النظام السوري المدعوم من روسيا وإيران يريد مقابل أيضاً، يريد التجارة والشرعية والمال، تعلم سوريا أن الاعتماد على إيران أشبه بالفقير الذي يعتمد على فقير آخر. إيران تخضع للعقوبات أيضا، سوريا تريد الشرعية التي تأتي من التوسط في صفقة مع مصر والأردن ولبنان بدعم أميركي هادئ أو ضمني. هذه هي العصا السحرية بخصوص العقوبات الأميركية. ويمكن للغاز الإيراني أن يتدفق كذلك لمساعدة “حزب الله”. من وجهة نظر النظام السوري، الكل سيفوز: حزب الله سيفوز، وإيران ستفوز. يمكن لمصر والأردن أيضا الحصول على مقابل. قد يفوز العراق أيضا، حيث تعبر الشاحنات من إيران الى العراق إلى نقطة البوكمال”.

وقال فرانتزمان: “قد يكون هذا جانبا خفيا، وراء توسط روسيا في الصفقة في درعا التي أنهت شهورا من القتال وشهدت 50000 نازح. الآن درعا هادئة. كان التمرد الذي لم يدم طويلاً هناك، وهو الأول منذ استعادة النظام للمنطقة في 2018، تهديداً لدمشق وصورتها. الآن، مع قيام روسيا بدور الوسيط مرة أخرى في جنوب سوريا، يمكن أن يمر الغاز والطاقة من الأردن. قد يكون المال الكبير والنفوذ عرضة للضياع”.

وختم الكاتب مشيراً، الى أن “وسائل الإعلام الإقليمية تشعر أن هناك شيئاً ما يتم تحضيره على قدم وساق. فقد أشارت صحيفة “الجريدة” الكويتية الى أن هذه كانت أول زيارة لبنانية من هذا النوع منذ العام 2011. الأول بحث تقني اقتصادي يتعلق باستيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية. والثاني سياسي يعطي النصر لـ”حزب الله” وفرصة لرئيس الجمهورية ميشال عون لتقوية موقفه السياسي على أساس علاقته وانفتاحه على سوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى