اخبار محلية

هل انتصر باسيل في ملف الترسيم؟

يعتبر التيار الوطني الحر أن رئيسه النائب جبران باسيل هو عراب الترسيم منذ اليوم الاول لتسلمه وزارة الطاقة والمياه حين أثار الرجل ملف التنقيب عن النفط في مياهنا الاقليمية وخاض حربه لاصدار المراسيم عام 2011 قبل أن تُدرج على جدول أول جلسة للحكومة في عهد الرئيس ميشال عون عام 2016 وصولا الى يوم اعلان لبنان الموافقة على المقترح الاميركي لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.
التهليل بالانتصار على مواقع التواصل الاجتماعي وفي تغريدات نواب تكتل لبنان القوي، أزعج الاطراف الأُخرى التي ذكَّرت بموقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة حيث أكد أنه “بالتضامن الرسمي والوطني وبوقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب سيتمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير”. ولعل الطرف المنزعج من ردة الفعل “العونية” هي حركة أمل التي أبدى نوابها في مجالسهم الخاصة امتعاضا كبيرا لتصريحات نواب التيار الوطني الحر الذين نسبوا “الانتصار” برأيهم، الى الرئيس عون والنائب جبران باسيل في وقت كان للمقاومة القول الفصل من خلال الرسائل التي أوصلتها الى الداخل الاسرائيلي عبر المُسيرات وغيرها من الادوات العسكرية التي لم تُفصح عنها.
مصادر في حزب الله ترفض التعليق على ما يتم التسويق له من قبل التيار الوطني الحر، وتكتفي بالتشديد على موقف الامين العام للحزب الذي “يبقى المرجع الاساس في أي خطوة قد تؤثر على الداخل”، مشيرة الى أن الاهم بالنسبة للبنانيين ترجمة هذا الانتصار والبدء بورشة الاستكشاف والتنقيب أما المزايدات الداخلية فلا تقدم أو تؤخر في هذا الملف الحساس.
الجرة المكسورة بين التيار وحركة أمل تركت بدورها أثرا سلبيا في هذا الملف. وفي أروقة مجلس النواب حديث طويل لنواب الحركة عما وصفوه بالـ”الاستعراض العوني” لملف الترسيم، ووجّه بعض النواب انتقادات لاذعة لزملائهم في تكتل لبنان القوي على خلفية التغريدات التي رافقت اعلان الموافقة على المقترح الاميركي ونسبته الى فريق العهد والنائب جبران باسيل.

يُلَمح نواب التنمية والتحرير الى بعض الخطوات التي يمكن ان تُجمد ملف الترسيم في مراحل التنفيذ وقد يتم اتخاذها في حال لم تتوافق الاطراف فيما بينها حول هذه النقطة. وبحسب نواب الحركة فإن التغريد على تويتر لا يعني أن الملف بات بعهدة التيار فالعبرة برأيهم في النتائج التي يكون عرابها الدائم الرئيس نبيه بري.
في المقابل، يؤكد التيار الوطني الحر انه دفع ثمن هذا الملف منذ العام 2010 حين خرج رئيسه جبران باسيل عندما كان وزيرا للطاقة واكد حق لبنان في ثروته النفطية. يومها تناول البعض كلام باسيل باستهزاء وسخر البعض الآخر منه، وحين وُضع الملف عام 2016 على السكة وأصر الرئيس ميشال عون على البدء بالتنقيب في عدد من البلوكات، مارست جهات خارجية ضغطا على شركة توتال التي انسحبت بالتزامن مع فرض عقوبات على باسيل تعود أسبابها برأي التيار الى موقف الرجل من هذا الملف وتمسكه بحق لبنان بكامل ثروته النفطية.
وتؤكد مصادر التيار أن الحملة الممنهجة لاسقاط لبنان والتي بدأت عام 2019 جاءت كفاتورة لمواقف الرئيس عون من ملف التنقيب بالدرجة الاولى، مشيرة الى أن تطورات الحرب الروسية الاوكرانية وحاجة اوروبا الى الغاز من الشرق الاوسط ساهمت بتسريع المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وبضغط اميركي ترافق مع تعهدات من ادارة بايدن للرئيس ميشال عون ستظهر نتائجها تباعا وعلى رأسها رفع العقوبات عن النائب جبران باسيل واستجرار الغاز من مصر والاردن قبل نهاية العام الجاري اضافة الى كسر الطوق الخارجي عن لبنان.

ليبانون فايلز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى