اقتصاد

من المستفيد من الإرتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار​؟

أصبح المواطن اللبناني اليوم أسير تحليق سعر صرف الدولار الذي يرتفع يومياً بلا أي منازع أو رادع، فجنون الدولار الأسود فاق كل التوقعات. ولكن يبدو أن بعض اللبنانيين مستفدين من هذا الإرتفاع، وليس هذا فحسب بل هناك شريحة كبيرة من المواطنين تستاء وتحزن إن إنخفض سعر الدولار.

وهذا دليل واضح بأن الفئة المستفيدة من إرتفاع الدولار هي أكثر بكثير من الفئة المتضررة منه. وهذا أيضاً ما يبرر هدوء اللبنانيين من دون أي تحركات شعبية، بإستثناء التحركات الخجولة التي حصلت مؤخراً.

كيف يستفيدون من الأزمة الإقتصادية؟

لم يعد يتفاجأ المواطن اللبناني بإرتفاع دولار السوق السوداء، والمعادلة اليوم قد تبدلت، فالعديد من المواطنين ينتظرون صعود الدولار بدلاً من هبوطه.

هناك فئات عدة إستفادت من الأزمة المالية التي ضربت لبنان:

أولاً: تجار المواد الغذائية ومستوردي المحروقات، فهم أول من إستغل الأزمة الإقتصادية لتحقيق أرباح إضافية عدا عن أرباحهم المشروعة.

ثانياً: المستفيدون من منصة صيرفة، حيث يلجأ العديد من اللبنانيين إلى منصة صيرفة الرسمية لكسب الأموال من خلال عمليات صيرفة، فهم يحاولون الإستفادة من الأزمة قدر المستطاع. وقد عرفت هذه التجارة الحديثة بـ”تجارة صيرفة”، وباتت مصدر عيش للعديد من العائلات اللبنانية.

أما الفئة الثالثة التي لا تتأثر بإرتفاع سعر الصرف هي التي تتقاضى مبالغ بالدولار، حيث هناك عدداً كبيراً من اللبنانيين يتقاضون رواتب بالدولار أو يحصلون على تحويلات خارجية شهرياً.

مما يعني أن قسماً كبيراً من الشعب اللبناني غير متأثر بالأزمة المعيشية، وهذا بسبب بعض الفوارق في القدرة الشرائية. على سبيل المثال: ربطة الخبز الكبيرة التي كان سعرها سابقاً 1500 ليرة لبنانية، وكان الدولار الواحد في ذلك الوقت يساوي 1500 ليرة، أما اليوم فيبلغ سعرها 48000 ليرة أي ما يعادل 50 سنتاً.

هذا ما يؤكد أن إرتفاع سعر صرف الدولار كان فرصة للعديد من اللبنانيين لتحقيق مكاسب مالية هائلة، وأن الحياة في لبنان مستمرة، ومنهم من يتمتع بمستوى معيشة مرتفع بالرغم أن عدد المتضررين بالملايين.

وفي ظل هذه الفوضى العارمة التي تسيطر على لبنان، هناك من يستمتع بكسب الأموال من دون لا حسيب ولا رقيب!

يولا الأطرش – “ليبانون ميرور”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى