اخبار محلية

مُبادرة جنبلاط انتهت… فهل تنجح مُبادرة بو صعب؟

تضجّ الساحة اللبنانية بالمبادرات الداخلية والعربية والدولية، ولكن وفق ما يردِّد أحد كبار المسؤولين السياسيين، أن اللقاء الخماسي سيكون المعبر الأساسي للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، ومن ثم انتخاب رئيسٍ للجمهورية، في حين أن المبادرات الداخلية لم تأتِ بأي نتيجة، لا سيما أن أولها كانت مبادرة رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، حيث أراد أن يفتح «كوّة» في الجدار المسدود.

وعندما تسأل أحد نواب «اللقاء الديموقراطي»عمّا إذا كانت لهذه المبادرة لا تزال قائمة، يردّ بالقول «لقد أوقفنا محركاتنا، ولكن التواصل قائم مع جميع القوى دون استثناء، وطرحنا أسماءً للرئاسة من دون أن نلقى تجاوباً من أي طرف». ولهذه الغاية أكد جنبلاط، بأنه لن يدخل بعد اليوم بأي تسميات، وهو يحترم خيارين أساسيين: الإرادة المسيحية من خلال الأخذ برأي كل من حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، باعتبارهما يمثلان الأكثرية المسيحية.

ويضيف النائب «الإشتراكي» أن موقفنا أمسى واضحاً، وبالتالي يكشف أن «ما من مبادرة قائمة بعد اليوم، إذ هناك اتصالات تجري في الخارج، ولا يمكن الوصول إلى حل دون تسوية كبرى، وذلك ما تمّ اختباره في كل المفاصل والحروب والأزمات التي مرّ بها لبنان».

وفي موازاة ذلك، لا بدّ من الحديث عن مبادرة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والتي يعتبر النائب نفسه، أنها تُطرح تساؤلات حول أهدافها ومضمونها وتوقيتها، خصوصاً وأنها انطلقت بعد تأجيل الموفد القطري محمد عبد العزيز الخليفي زيارته إلى لبنان، إلى دلالة زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا لدارة بو صعب، عشية زيارته إلى بكركي ومعراب وانطلاق مبادرته، وهو ما يحمل إشارات تأتي في سياق الربط بين دور بو صعب في مسألة ترسيم الحدود، وعلاقاته الممتازة مع واشنطن. وبالتالي، فإن التساؤلات تتناول إمكان وجود دعم أميركي لهذه المبادرة، أو إذا كانت جاءت بتنسيق ودعم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على اعتبار أن ثمة علاقة وثيقة تربطه بأبو صعب، ولا يمكن لنائب رئيس المجلس أن يسير بها دون أن يكون هناك تنسيق على كافة الخطوات مع بري!!!

وفي سياق متصل، تكشف المصادر المواكبة لهذه المبادرة، معلومات مفادها أن السيناريو الجديد الذي يتمّ التداول به في الوسط السياسي، هو الخروج من هذا «الستاتيكو» القائم من خلال تمسّك البعض بترشيح رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، فيما الفريق الآخر يعارض هذا الترشيح، الأمر الذي يبقي الأمور تدور في الحلقة المفرغة، ولذلك جرت إتصالات جانبية وبعيدة عن الأضواء بين أكثر من مكوِّن سياسي، ما أدّى إلى التوصل إلى صيغة للخروج من الإصطفافات وطرح خيارات رئاسية جديدة، على أن يتم اختيار أحدهم من قبل الطرفين، ومن الطبيعي برعاية إقليمية ودولية، على أن يكونوا مقبولين من المجتمع الدولي والعربي وتحديداً المملكة العربية السعودية، على خلفية دعم ومساعدة لبنان، وذلك قد يكون بو صعب ربما يلعب هذا الدور نظراً لعلاقاته الوطيدة مع دول الخليج. 

فادي عيد – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى