دفعت الأخبار المقلقة المتداولة في الفترة الأخيرة حول إنعدام الأمن الغذائي منسوب القلق إلى أعلى مستوياته لدى اللبنانيين على رغم تأكيد نقابة مستوردي المواد الغذائية برئاسة هاني بحصلي في بيانها ان “التضخم الكبير الحاصل في أسعار الغذاء يعود الى سبب واحد وأساسي وهو إنهيار العملة الوطنية والإرتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، خصوصاً أن أسعار الغذاء في تقرير البنك الدولي تحديداً بالنسبة للبنان تم تقييمها بالليرة اللبنانية، وليس على أساس الدولار الأميركي”.
وشدد بيان النقابة على أن “ما أدى الى هذا التضخم المفرط في أسعار الغذاء في لبنان هو الإرتفاع الكارثي الذي سجله سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية بين نهاية شباط 2022 ونهاية شباط 2023”.
“البنك الدولي”: لبنان يسجل أعلى نسبة تضخم إسمية
وكان البنك الدولي قد أصدر بتاريخ 20 نيسان 2023 الأرقام المحدّثة للأمن الغذائي والتي تعطي لمحة عن نسب التغيّر السنويّة لمؤشّر الغذاء في مؤشّر تضخّم الأسعار في عدد من البلدان حول العالم.
وبناء لتقرير البنك الدولي، سجّل لبنان أعلى نسبة تضخّم إسميّة في أسعار الغذاء حول العالم بين الفترة الممتدّة بين شهر شباط 2022 وشهر شباط 2023 (261% نسبة تغيّر سنويّة في مؤشّر تضخّم أسعار الغذاء)، متبوعاً من زيمبابوي (128%). أمّا في ما خصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، فقد بلغت نسبة التغيّر السنويّة في أسعار الغذاء في لبنان 71% في الفترة المذكورة، تبعته زيمبابوي (40%)، ورواندا (32%)، ومصر (30%). يجدر الذكر أنّ نسب التضخّم ترتكز على أحدث الأرقام بين شهر كانون الأول 2022 وشهر آذار 2023 للبلدان التي حدّثت أرقام نسب تضخّم أسعار الغذاء ونسب التضخّم الإجماليّة.
وقد أشار التقرير أنّ الحالة الإقتصاديّة في لبنان تتدهور بشكلٍ سريع، بحيث أنّ سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي يتمّ تداوله عند حوالي ال100،000 ل.ل. للدولار الواحد، أيّ ما يشكّل تراجع في سعر الصرف بنسبة 98% عمّا كان عليه قبل إندلاع الأزمة في الفصل الأخير من العام 2019. وقد أضاف البنك الدولي أنّه بحسب برنامج الغذاء العالمي (World Food Programme)، فإنّ نسبة تضخّم أسعار الغذاء في لبنان قد ساهمت ب40% من الإرتفاع في مؤشّر تضخّم الأسعار في شهر كانون الثاني 2023. وقد أشار برنامج الغذاء العالمي أنّه مع إستمرار الأزمة الإقتصاديّة ومع إرتفاع أسعار الغذاء في لبنان، من المتوقّع أن يؤثّر إنعدام الأمن الغذائي على حوالي 1.46 مليون لبناني و0.80 مليون لاجىء مع نهاية شهر نيسان 2023.
برنامج الغذاء العالمي: الأسعار
في لبنان إرتفعت 2000%
كما أصدر برنامج الغذاء العالمي مؤخّراً التقرير السنويّ عن لبنان للعام 2022. ووفقاً لهذا التقرير “فقد تراجعت القدرة الشرائيّة لسكّان لبنان بسبب تضخّم الأسعار ومستويات البطالة المرتفعة”.
بالأرقام، ذكر التقرير أيضاً أنّ أسعار المواد الغذائيّة قد زادت بنسبة 2000% خلال الفترة الممتدّة بين شهر تشرين الأوّل 2019 وشهر كانون الأوّل 2022 بسبب تراجع سعر صرف الليرة اللبنانيّة مقابل الدولار الأميركي بنسبة 94% إضافةً إلى رفع الدعم عن أسعار المواد الغذائيّة، ناهيك عن إرتفاع أسعار المواد الغذائيّة وأسعار الطاقة عالميّاً نتيجة الحرب في أوكرانيا.
وقد أضاف برنامج الغذاء العالمي أنّه “وبحسب تقرير حول التصنيف المرحلي المتكامل – تحليل الأمن الغذائي (Integrated Phase Classification Food Security Analysis) للبنان، يتبيّن أنّه خلال الفترة الممتدّة بين شهر أيلول وشهر كانون الأوّل 2022، حوالي 37% من إجمالي السكّان اللبنانيّين يعانون من إنعدام في أمنهم الغذائي حيث أنّ 33% (حوالي ال1.29 مليون فرد) من اللبنانيّين و46% (حوالي ال700،000 فرد) من اللاجئين السوريّين يواجهون مصاعب في أمنهم الغذائي”.
وقد كشف تقرير برنامج الغذاء العالمي أنّ “التحليل الذي أُجريَ على لبنان يظهر أنّ إنعدام الأمن الغذائي مرتفع في أُسَر ذات أفراد يعانون من مرض مزمن أو من إعاقة أو من بطالة، ومن عدم القدرة على الحصول على خدمات صحيّة أو تعليم”.
Leb Economy
