اخبار محلية

أي ثمن سيقبضه “الإشتراكي” من الحزب؟

يجيد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فنون السياسة بشتى اشكالها وانواعها تماما كما صديقه وحليفه الاستراتيجي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. لعل الخبرات التي راكمها الرجلان على مر السنوات جعلتهما الاكثر قدرة على ترويض الاحداث وبالتحديد المفصلية منها لمصلحتهما.

زعيم المختارة الذي قرر قبل اشهر التقاعد وتسليم نجله دفة قيادة الطائفة الدرزية، لم يعرف التقاعد ولو لاسابيع. لا البلد والآكشن الذي لا يهدأ فيه ولا طبع وليد جنبلاط يسمحان لرجل مثله بالابتعاد عن الضوء والانكفاء، فكيف اذا تحركت القضية الفلسطينية وبهذا الزخم واهتزت المنطقة بأسرها على وقع هدير الاساطيل الغربية والتهديدات اليومية بحرب شاملة تعيد رسم ملامح المنطقة بأسرها؟!

لم يتأخر وليد جنبلاط بتصدر المشهد مجددا. هو القارىء المتقن للاحداث وابعادها والشهير بأنتاناته التي تسارع بالتقاط الموجات الجديدة القادمة، لم يتردد بالتمترس في ضفة “حماس” والمقاومة القلسطينية وباحتضان حزب الله مجددا كمقاومة لبنانية ترك لها لحد بعيد حرية التصرف واتخاذ القرارات بما يتعلق بالجبهة الجنوبية داعيا اياها لقيادة كل المجموعات والفصائل المقاومة لبنانية كانت او فلسطينية وتنظيم عملياتها الداعمة لغزة، بموقف اثار امتعاض حلفائه السابقين.

تلاقى جنبلاط مع هؤلاء واكثرية القوى اللبنانية الاخرى على وجوب تجنيب لبنان كأس الحرب المرة من دون ان يهاجم الحزب ويخونه ويتهمه بانتظار التعليمات الايرانية.

لا بل ابعد من ذلك، كانت تعليماته واضحة للمسؤولين الحزبيين في المناطق المحسوبة عليه ببدء تأمين الارضية لاستقبال النازحين الشيعة من الجنوب واذا ما توسعت الحرب من الضاحية الجنوبية وغيرها. في عاليه مثلا اعتُمدت مثلا تسعيرات مخفضة في الفنادق والبيوت المعروضة للايجار واحتياجات كل النازحين باتت مؤمنة. حتى خطط الطوارئ للتعامل مع موجات كبيرة من النازحين الجدد باتت جاهزة.

وتعتبر مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان مواقف وحركة جنبلاط غير مستغربة وهي تنسجم تماما مع تاريخه الداعم للمقاومة بكل اشكالها بوجه اسرائيل لافتة الى ان الخلافات بينه وبين حزب الله ومهما بلغ حجمها ومستواها خلال السنوات الماضية يضعها الزعيم الدرزي جانبا حين يصبح الحدث بمستوى ما يحصل في المنطقة.

وتضيف المصادر:”يعلم جنبلاط تماما من اين تؤكل الكتف. فمواقفه وآداؤه هذا طبع عميقا لدى حزب الله وجمهوره لحد انه لن يتوانى عن احراق كل اوراق الماضي ويفتح له كتابا بصفحات ناصعة البياض”.

وليس خافيا ان ابرز ما يمس حزب الله ويطبع فيه هو كيفية تعاطي القوى معه وقت الجد وبالتحديد في اي مواجهة بينه وبين اسرائيل. في العام 2006 تحدث امينه العام عن دين برقبته حتى يوم الدين للرئيس السابق ميشال عون. دين يعتبر انه اوفاه بالتمسك بترشيحه سنوات حتى فرضه رئيسا. دين وليد جنبلاط سيكون تسديده مختلفا.. الارجح انه سيكون على شكل حماية دائمة يؤمنها له الحزب وللطائفة الدرزية.. فلا هم لدى البيك اكبر واهم من طائفته والحفاظ عليها وعلى دورها..كل ما عدا ذلك تفاصيل.

بولا أسطيح- الكلمة اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى