اقتصاد

الموسم “انضرب” منذ اليوم الأول للمناوشات

تنفس لبنان المنهار مالياً واقتصادياً منذ نحو أربع سنوات من رئة السياحة الصيف المنصرم، وساهم تدفّق السيّاح الذين تخطى عددهم أربعة ملايين شخص في تشغيل شريحة واسعة من العاطلين عن العمل من الفئة الشبابية لا سيما في المطاعم والفنادق، كما ساهمت المداخيل بالعملة الصعبة بتثبيت سعر الصرف بشكل ملحوظ، ما انعش الدورة الاقتصادية وأعاد تشغيلها.
كانت وزارة السياحة تعول على شهرَي تشرين الأول والثاني كامتداد لأشهر الصيف من حيث قدوم السياح للاستفادة من الجو الدافئ والشواطىء اللبنانية، فإذا بطوفان الأقصى من غزة المحاصرة باتجاه مستوطنات الغلاف، وما تبعه من تسخين على الجبهة الجنوبية بدأ بمناوشات وما لبث ان تطور بشكل دراماتيكي ينذر بتوسّع الحرب نحو لبنان، يجرف الموسم بكل تفاصيله.
هذه المناوشات أرخت بظلالها الثقيلة على القطاع السياحي، إذ بادرت الدول الغربية والعربية على حدٍّ سواء إلى منع رعاياها من التوجه إلى لبنان في مرحلة أولى، ثم طلبت إلى الموجودين المغادرة فوراً، فكانت موجة من إلغاء الحجوزات في الفنادق اللبنانية وبيوت الضيافة، وتبقى فئة تتردد بالمجيء إلى لبنان خشية تطوّر الأحداث وإقفال المطار والمرافئ فيتعذّر عليها الإلتحاق بأعمالها.
إلغاء الحجوزات قارب المئة في المئة تبعاً لنقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر ورتّب خسائر بعشرات ملايين الدولارات، وتسبّب بإقفال قسم كبير من الفنادق الجبلية، وبتوجه قسم من فنادق العاصمة والساحل إلى الإقفال أيضاً، اما البقية التي لا تزال تشهد حجوزات لا تتجاوز الخمسة في المئة فأقفلت مطعمين وأبقت على واحد فقط. ويضيف الأشقر عبر “ليبانون فايلز” “أن الموظفين الموسميين قد تركوا العمل فيما نكافح للاحتفاظ بالدائمين منهم، مع تسديد رواتبهم كاملة، موضحاً أن الأمور إن انتهت اليوم في غزة والجنوب فنحن نحتاج لأشهر كي تعود الحياة إلى شرايين السياحة اللبنانية، لأن ذلك يتوقف على قرارات الدول الغربية والعربية حيال رفع حظر السفر إلى لبنان، ويبقى التعويل على فئة من اللبنانيين لتحريك السوق ولو بشكل محدود جداً ليلة رأس السنة لقضائها خارج منازلهم، لكن ذلك لا يسهم في التخفيف من وطأة الخسائر”

الوضع في المطاعم يبدو أكثر تفاؤلاً، لأن اللبناني محب للحياة والمرح والترفيه، “صحيح أن الموسم أُصيب بانتكاسة قوية وكل العرق الذي عرفناه في الصيف سقينا به خسائرنا منذ شهرين يقول النقيب بيار الرامي لموقعنا، ولكن بمجرد إرساء الهدنة السابقة في غزة، تنفس اللبنانيون فخرجوا للسهر وإلى المطاعم، وكان إصرار من أصحاب المتاجر على الزينة وإبراز مظاهر العيد، ونحن اليوم لدينا حركة من المغتربين الآتين لتمضية العيد مع الأسرة، معلناً عن حفلات لعدد من مطربي الصف الأول كوائل كفوري، ملحم زين، ناصيف زيتون، جوزف عطيه، فارس كرم، ميشال فاضل ومروان خوري، مع مراعاة المطاعم الأحوال المعيشية فاعتمد قسم منها مبدأ à la carte””.
ومن الآن وحتى بلوغنا زمن الأعياد المجيدة نرفع الصلاة على نية لبنان وأبنائه كي تعبر غيمة الحرب من دون أن تمطر قذائف وموتاً ودماراً، ولمحبي السهر والقادرين على مصاريفه أقدموا واستمتعوا ولا تفوّتوا لحظة فرح مع الاحبة.

المصدر: ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى