اخبار محلية

هل يستفيد لبنان من الأصول الإيرانية المُجمَّدَة في مرحلة إعادة الإعمار؟

نجحت أوكرانيا في تحشيد الدعم الأوروبي لها منذ وقت سابق، والى درجة أدت قبل أشهر الى موافقة الإتحاد الأوروبي على استخدام أرباح الأصول الروسية المجمّدة لديه، من أجل الدفاع عنها (أوكرانيا) وإعادة إعمارها.

الأرصدة الإيرانية

وقد بدأ استخدام الفوائد الناجمة عن أصول روسية مُجمَّدَة لدعم قروض لأوكرانيا بمليارات الدولارات، وهي خطوة عادلة بتوصيف الأوكرانيين، انطلاقاً من أن روسيا هي التي تسبّبت بتدمير بلدهم.

فماذا عن لبنان؟ وماذا عن الحروب الإيرانية الدائرة على أراضيه منذ عقود، والتي دفع بسببها الكثير من الأثمان؟ فهذه حروب تُخاض دعماً لمشروع إيراني، ودفاعاً عن مكتسبات إيرانية في الأساس، وليس من مُنطَلَقات لبنانية حصراً؟ وأمام هذا الواقع، هل يمكن تحشيد الدعم المحلّي والخارجي من ضمن محاولات تسعى لاقتطاع نِسَب من الأصول الإيرانية المُجمَّدَة نتيجة للعقوبات المفروضة على طهران، وذلك بهدف استخدامها في إعادة إعمار ما خرّبته الحروب في لبنان، ولتعزيز وضع الاقتصاد اللبناني المُنهار بسبب السياسات الإيرانية فيه (لبنان)، في مكان ما؟

 

لسنا أوكرانيا

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور وليد أبو سليمان أنه “بحالة الإتحاد الأوروبي وأوكرانيا، نجد أن الأخيرة تابعة لأوروبا نوعاً ما، حتى ولو لم تَكُن عضواً رسمياً في الإتحاد الآن. فما يجمع كييف بدول الإتحاد هو حلف سياسي واستراتيجي وجيوسياسي، فيما أوروبا هي الداعم الأول للأوكرانيين. كما أن أوكرانيا قدّمت طلباً للانتساب الى الإتحاد الأوروبي، وبالتالي هي من ضمن أوروبا بشكل عملي”.

ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى “أننا في لبنان لسنا على علاقة من هذا المستوى لا مع إيران، ولا مع أي طرف من الأطراف الذين يجمّدون الأصول الإيرانية، ولا مع الإتحاد الأوروبي أو حلف “الناتو” عموماً. وبالتالي، لا يمكن للبنان أن يعوّل على أي جهة وازِنَة لإثارة مثل تلك المواضيع ومناقشتها”.

 

تعقيدات…

ونبّه أبو سليمان الى أنه “إذا اقتطع الإيرانيون من أموالهم المجمّدة مثلاً لصالح لبنان، فإنه يمكن لمثل تلك الخطوة أن تُدخلنا في صراعات سياسية إضافية وجديدة، بين من سيرحّب بذلك من جهة، وبين من سيقول إننا لا نقبل أن تموّل (إيران) أي شيء على مستوى إعادة الإعمار، من جهة أخرى. وبالتالي، الحالة اللبنانية مختلفة عن الأوكرانية كلياً”.

وأضاف:”لقد رُفِضَت المساعدات الإيرانية سابقاً، وبالتالي لا نعلم الى أي مدى يمكن لدخول إيران على خط إعادة الإعمار في لبنان أن يكون مقبولاً، أو لا”

وختم:”وحتى إن التعامل مع الملف من باب العدالة والإنصاف ليس بسيطاً تماماً. فكل طرف داخلي يرى العدالة والإنصاف من نظرته الخاصّة. فبعض الأطراف يرون أن إسرائيل دمّرت لبنان، فيما تقول أخرى إن “الحزب” كان سبباً باندلاع الحرب، وإنه يتوجب عليه هو أن يتحمّل مسؤولية إعادة الإعمار. وبالتالي، المسألة لا تقف عند حدود إيران وحدها، ولا عند أصولها المجمّدة فقط”.

المصدر: أنطون الفتى – وكالة “أخبار اليوم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى