اخبار دولية

ركوعاً وزحفاً على البطون الى موسكو… هذا ما ينتظره “سيّد القصر”؟!

يتربّع رئيس روسيا فلاديمير بوتين حالياً على عرش التقدّم العسكري لجيشه في شرق أوكرانيا، وهو “ينتشي” بالمحاصيل الزراعية، وبالحبوب، والمعادن، والثروات الطبيعية… الأوكرانية،

التي تسقط بيد الجيش الروسي في المناطق الأوكرانية المحتلّة.

ويتطلّع رئيس الكرملين لاستقبال “جحافل” رؤساء الدول الأفريقية، والدول الفقيرة، مركّزاً جهده على تحقيق هدف بعيد،

وهو “زحف” رؤساء الدول الغنيّة الى موسكو، والمثول أمامه ركوعاً، طلباً للقمح، والحبوب، والأسمدة… منصّباً ذاته كـ

“إله” على بطون، وصحون، وحياة الناس، وعلى استقرار المدن والمجتمعات الأوروبية والعالمية، التي ستشتعل جوعاً

كلّما تلاعب (بوتين) بورقة الغذاء العالمي، وذلك في طريق لَمْلَمَة “شرفه الرّفيع” (الرئيس الروسي) الذي جُرِحَ جرحاً نازفاً،

بتلقين أوكرانيا الروس درساً قاسياً وصعباً، ستحتفظ به ذاكرة الشعوب كلّها الى الأبد، حتى ولو تمكّنت روسيا من “مَسْح”

أوكرانيا عن الخريطة العالمية، مستقبلاً.

محاصيل زراعية، حبوب، معادن… أوكرانية “الهوية”، باتت في قبضة الروس، وهم يوجّهونها الى حيث يريدون، ويُمكنهم

حجبها عمّن يريدون. فالاحتلال الروسي لمناطق أوكرانية يرفع قدرة التأثير الروسي على سوق القمح العالمي، وهو ما

يقدّم سلاحاً جديداً في يد بوتين.

علّق الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة

على الاحتمالات المُمكِنَة لاستعمال روسيا القمح، كسلاح في يدها على نطاق واسع مستقبلاً، فرأى أن “ما يمكن أن

يحصل في تلك الحالة، هو أن تزيد الدول الغربية إنتاجها منه (القمح). ولكن هذا يحتاج الى وقت طبعاً”.

وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “دولاً مثل كندا، وأستراليا، والولايات المتحدة الأميركية، تمتلك أراضٍ شاسعة،

وهي قادرة على أن تزيد الإنتاج. ولكن بالنّسبة الى الدول الأفريقية، وبلدان الشرق الأوسط، لا سيّما الفقيرة منها، فلن

يكون سهلاً التخلّي عن القمح الأوكراني والروسي ببساطة”.

وشرح حبيقة:”إذا طالت المدّة الزمنيّة للحرب في أوكرانيا،  يُمكن عندها إيجاد طُرُق لتأمين القمح من أستراليا، أو

نيوزيلندا، أو كندا، أو الولايات المتحدة. ولكن طول المسافة بيننا وبين تلك الدول، بالمقارنة مع تلك التي بيننا وبين

روسيا وأوكرانيا، تزيد كلفة النّقل كثيراً. وما يصعّب الأمور أكثر، هي أسعار النّفط المرتفعة، التي تنعكس على رفع كلفة

النّقل أيضاً. وبالتالي، قد تغيّر الحرب في أوكرانيا خريطة إنتاج وتوزيع القمح عالمياً”.

وأضاف:”روسيا تهاجم أوكرانيا، وهذا خطير على مستوى أن دولة كبرى تهاجم أخرى أصغر منها بكثير، وتفتح المجال

لتشريع مبدأ “شريعة الغاب”. ففي الحروب، يضعف الالتزام بالقوانين، وهذا ما يدفع الغرب الى عَدَم إهمال مساعدة

كييف. فبعد الأراضي الأوكرانية، قد تُصبح باقي الدول الأوروبية المحيطة بأوكرانيا في مرمى النّيران الروسية، وهذا خطير

جدّاً. ولكن الدّعم الغربي يسعى دائماً الى عَدَم التسبُّب بتوسيع الحرب”.

وعن قدرة موسكو على الصّمود في الحرب، رغم العقوبات، واقتصادها المحدود أصلاً، لفت حبيقة الى أن “النّظام الروسي

ليس ديموقراطياً، وهو لا يسمح بالاحتجاجات الشعبية هناك أبداً، حتى ولو أراد الشعب الروسي أن يحتجّ، خصوصاً أنهم

في فترة حرب حالياً”.

وتابع:

“يشكل اقتصاد روسيا 2 في المئة من الاقتصاد العالمي، فقط. ولكن ما يُكسبها أوراق قوّة، هو أنها مُنتِجَة للنّفط والغاز

والقمح، أي لثلاث سلع أساسية، يحتاجها العالم بشدّة. وكلّما انخفض بَيْع تلك السّلع، يرتفع سعرها، فتستفيد الخزينة

الروسية، ولا يتأثّر دخلها كثيراً. ومن هذا المُنطَلَق، نجد أن روسيا صامدة في الحرب. ولكنّها ستشعر بثقل العقوبات

الغربية المفروضة عليها مع مرور الوقت، وتدريجياً. فخسائرها من جراء تلك العقوبات ضخمة”.

وأشار حبيقة الى أن “الصين تدعم روسيا، إذ لا يناسبها أن تنكسر.

ولكن لا يُمكن لبكين أن تدعم روسيا ضدّ الغرب،

بنسبة 100 في المئة. فالصينيون يرغبون بترك خطوطهم مفتوحة مع الغرب دائماً، لأن الأخير يهمّهم اقتصادياً أكثر من روسيا بكثير”.

وختم:”من المرجّح أن الصين لن تسقط في خطأ مهاجمة تايوان، لأنها تدرك جيّداً أن الغرب سيدخل الحرب مهما كانت

نتائجها، وحتى لو خسر. فالهجوم على تايوان لا يحتمل أي نقاش بالنّسبة الى واشنطن والغرب، لأن احتلالها صينياً يعني

سقوط كوريا الجنوبية واليابان، أيضاً. وما يؤكّد صعوبة أي هجوم صيني مستقبلاً، هو أن أحدث القطع الحربية الأميركية

موجودة حول تايوان، وهي جاهزة للعمل دائماً. وهذه رسالة واضحة لبكين”.

المصدر:أخبار اليوم

للمزيد من الاخبار اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى